بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
وبعد:
فإن الفهرست المعروف باسم مؤلفه الشيخ الأقدم، إمام فن الرجال أبي العباس أحمد بن علي النجاشي من أجل ما ألف في موضوعه، بل هو أهم الأصول الرجالية للشيعة الإمامية وأعمها فائدة، وقد عكف عليه كل من تأخر عنه واستضاء بنوره، وهو العمدة في الجرح والتعديل، وفي معرفة كتب أصحابنا الأقدمين، وقد طبع عدة مرات مع بعض الاصلاحات، لكن مع ذلك فقد كان اللازم الاهتمام بمقابلته على النسخ القديمة المتوفرة، وتصحيحه بما يناسب أهميته وموقعه وطبعه بصورة فنية وأنيقة، فكان أن تصديت لمقابلته مع نسح كثيرة تصل إلى أربع عشرة نسخة، وغالبها مصححة معتمد عليها، ورأيت أن من الواجب لتحقيق نصوص الكتاب مراجعة كتب الرجال وأسانيد الاخبار وغيرها مما له دخل في التصحيح فراجعتها وبذلت الوسع والطاقة في ذلك وضبطت الأسماء المشتبهة بقدر الامكان، وكنت عازما في بادئ الامر على التعليق عليه وذكر اختلاف النسخ والاستدلال على ما هو الصحيح منها، وبيان الأخطاء الواقعة فيها، وكذا بعض ما يرتبط بكلام المؤلف نفسه، لكن حيث إن ذلك يحتاج إلى تأليف مجلدات كثيرة ومجال واسع يوجب تأخير الطبع إلى زمان طويل بدا لي أن من اللازم المبادرة إلى طبع متن الكتاب على أصح النسخ عاجلا وجمع التعاليق ونشرها آجلا.
نسأل الله أن يوفقنا لذلك ويتقبل منا عملنا بمنه وكرمه إنه خير مأمول وأكرم مسؤول، والحمد لله رب العالمين.
قم المشرفة موسى الشبيري الزنجاني 9 صفر الخير 1407