شرح تكملة رسالة أبي غالب الزراري في آل أعين - الغضائري - الصفحة ١١١
استوفينا المدائح المأثورة فيهم في رسالتنا المفردة.
وكان آل أعين أكثر أهل بيت في الشيعة حتى ورد فيهم: ان بنى أعين بقوا أربعين سنة لا يموت منها رجل الا ولد لهم فيهم غلام.
وكانوا أكثرهم حديثا وفقها كما قال شيخنا المترجم فيهم: قل منا رجل الا وقد روى الحديث. وقال فيهم الشيخ الجليل في أئمة الحديث الحافظ المشهور أبو العباس ابن عقدة: كل واحد كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد، ما خلا عبد الرحمان بن أعين.
وفي زرارة بن أعين ونظرائه قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظرائه لاندرست أحاديث أبى عليه السلام.
وقد روى جماعات كثيرة من آل أعين عنهم عليهم السلام ذكرناهم في طبقات أصحابهم، وقد صنفوا في الحديث والفقه وساير فنون الاسلام أصولا وكتبا مذكورة في الفهرستات.
وكان لآل أعين بالكوفة محلة خاصة بهم وفى هذه المحلة دور بنى أعين متقاربة ولهم مسجد يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو عبد الله عليه السلام وصلى فيه وبقيت إلى أيام شيخنا حتى ابتليت الكوفة بالمحن سنة 334 وهجمت الاعراب والقرامطة على الشيعة وعلى آل أعين فنبهت أموالهم وابتلوا ببلاء عظيم ذكره شيخنا المترجم في الرسالة إشارة، وذكرناه في كتابنا (أخبار الزمان) في وقايع هذه السنة.
مكانته السامية كان شيخنا أبو غالب الزراري عظيما عند أصحابنا وجيها في أصحاب الحديث علما وعمادا لهم، اخذ عنه شيوخ أصحاب الحديث وأئمة الجرح والتعديل، ومن لا يطعن عليه بشئ كالتلعكبري وأضرابه وقد نطق بمدحه مشايخ الشيعة منهم
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست