الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٢٨
متعلق الأمر نفس وجودها باعتبار الإضافة الاشراقية بمعنى إضافة الوجود إليها والأولى أن لا يختلط [1] هذه المباحث بمباحث أصول الفقه التي [1] اعلم هداك الله وإيانا على الصراط المستقيم الذي أنعم الله على أوليائه أن الفلسفة - اليونانية التي ترجمت بالعربية في الدولة العباسية وضل بذلك كثير ممن درسوها وما نجا منهم إلا قليل ممن أتقنوا عقائدهم بالمحكمات الدينية من الآيات الباهرة والأحاديث المتقنة والفطريات السليمة كانت موهونة عند فقهائنا الربانيين من الأصوليين والمحدثين (رضوان الله عليهم أجمعين) لوجهين أحدهما ما رأوا من انحراف كثير ممن قروها ودرسوها عن طريقة الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم المرضيين واعتقادهم بخلاف ضروريات الدين من حدوث العالم (وقدمه زمانا بقدم علته كما قاله الحكماء وذهب إليه كبراؤهم ممن أتقنوا بزعمهم الحكمة و الفلسفة كصاحب المنظومة وغيره ومن ذلك أيضا اعتقادهم بأن عالم الآخرة ليس ماديا وإلا انقلبت الأخرى دنيا كما صرح به صاحب المنظومة في حاشيتها ومن ذلك قولهم بأن النفس يكون لها مقام خلاقية يخلق بها الحور والقصور بواسطة الأخلاق الحسنة والمعارف الحقة ويخلق بها العقرب والحيات والنار بركوز الأخلاق السيئة كما زعم صاحب المنظومة وقال إن بذلك يندفع الشبهة التي أوردوها على قوله تعالى وجنة عرضها السماوات والأرض مع كون الأفلاك منطبقة بعضها على بعض وبعد الفلك التاسع لا خلا ولا ملا وهذه الشبهة كبيت العنكبوت بنيت على موهومات سطرها المتفلسفون الأولون وأورثوها لقوم آخرين وكم من خرافات تشبه بعضها بعضا نسجها الضالون المضلون تعالى الله عما يقولون وثمانيهما أن أكثر مباني الفقهية مبتنية على فهم ظواهر الكتاب والسنة وهو لا يلائم كثيرة لمشرب الفلاسفة والمتفلسفين وقد قلت لمولانا الحائري آقا شيخ عبد الكريم نزيل قم (قدس الله سره الزكي) حين ما لقيته عند مسافرتي إلى المشهد الرضوي صلوات الله عليه إني سمعت أن جنابكم لا تميلون إلى دراسة المنظومة وأمثالها من الكتب الحكمية ولا ترضون بأن يدرسوا طلاب العلوم الدينية هذه الكتب ونعم ما تفعلون لان أكثرهم يشتغلون بدرسها قبل أن يستحكموا عقائدهم الدينية بالدلائل المحكمة فيقعون في ريب وارتياب ولا يقدرون على رد شبهاتهم ويخوضون في عمرانها فيهلكون ويضلون من حيث لا يشعرون فقال طيب الله مضجعه إن مشرب الفلسفة المتداولة مع قطع النظر عن سقمه وفساده لا يلائم مشرب الفقاهة وبينهما بون بعيد ونحن مشغولون بفهم الأحكام الإلهية عن الآيات والآثار المعصومية التي أمرنا بالتمسك بهما وبذلك نجاتنا عن الضلالة الدائمة و الشقاوة الأبدية وقد قال لي سيدنا المعظم آية الله الخوئي دامت بركاته العالية إني كنت برهة من
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»