العراق ورد أمه على الفاضل الأردكاني بكربلاء، ولما كان المؤمن ينظر بنور الله فقد تفرس فيه الخير والمستقبل الجيد، فكتب كتابا إلى سامراء إلى العلامة الحجة آية الله العظمى المؤسس الحاج السيد الميرزا حسن الشيرازي " قدس سره " كتب فيه ما كتب مما وجد فيه من آثار النبوغ وشطرا وافيا مما تفرس منه، وأوصى إلى السيد بمراعاته وتهيئة أموره في التحصيل والمعاش، فلما قرأ السيد الكتاب تولى أموره وأسكنه في دار مع ولده الحاج ميرزا على آغا، فكان يقرأ العلوم مع ولده تحت رعاية الميرزا ومراقبته التامة، حتى عد من خواص أهل بيته وكواحد من أولاده.
في النجف الأشرف: قال الشيخ آغا بزرك الطهراني في " طبقات أعلام الشيعة " ما مضمونه:
وحضر [في سامراء] على السيد المجدد الشيرازي والميرزا محمد تقي الشيرازي وغيرهما، فقد لازم حلقات دروسهم سنوات طويلة. وبعد وفاة المجدد هاجر السيد الفشاركي إلى النجف الأشرف فصحبه المترجم له وظل ملازما لدروسه إلى أن توفي في سنة 1316 ه. ق، فلازم درس الشيخ محمد كاظم الخراساني وكان من أجلاء تلاميذه وبارزي حوزة درسه.
في كربلاء: وهبط كربلاء قبل وفاة الخراساني، فالتف حوله عدد من الطلاب فاشتغل بالتدريس والإفادة، وكان الميرزا محمد تقي الشيرازي حينئذ في كربلاء يجله ويشير إليه ويعترف بفضله ومكانته حتى أنه أرجع احتياطاته إليه، فألفت بذلك إليه الأنظار وأحله مكانة سامية في النفوس.
حوزته في أراك: وفي أوائل سنة 1333 ه. ق سافر إلى إيران لزيارة مشهد الإمام الرضا عليه السلام، في خراسان، وتلقى دعوة من بعض وجوه أراك للإقامة عندهم، فهبط " سلطان آباد " المسماة اليوم ب " أراك "، وكان هناك بعض أهل العلم فعنى بتدريسهم وتنمية مواهبهم، فكان أن ازداد عددهم وبلغ نحو ثلاثمائة طالب علم، وأقبل الطلاب عليه وأصبحت المدينة مركزا ثقافيا وعلميا على بساطتها. ولما انتقل الشيخ محمد كاظم الخراساني إلى رحمه الله راجع الشيعة في التقليد السيد محمد كاظم اليزدي المتوفى سنة 1337 ه، والشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي المتوفى سنة 1338 ه، وشيخ الشريعة الإصفهاني المتوفى سنة 1339 ه، واتجه إليه أيضا عدد من