أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ٧٠
((سورة القارعة)) * (القارعة * ما القارعة * ومآ أدراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأما من ثقلت موازينه * فهو فى عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * ومآ أدراك ما هيه * نار حامية) * * (القارعة * ما القارعة * ومآ أدراك ما القارعة) *. وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في أول سورة الواقعة، وقال: كالطامة والصاخة، والآزفة، والقارعة. ا ه. أي وكذلك الصاخة والساعة.
ومعلوم أن الشيء إذا عظم خطره كثرت أسماؤه.
أو كما روي عن الإمام علي: كثرة الأسماء تدل على عظم المسمى.
ومعلوم أن ذلك ليس من المترادفات، فإن لكل اسم دلالة على معنى خاص به.
فالواقعة لصدق وقوعها، والحاقة لتحقق وقوعها، والطامة لأنها تطم وتعم بأحوالها، والآزفة من قرب وقوعها أزفت الآزفة مثل اقتربت الساعة، وهكذا هنا.
قالوا: القارعة: من قرع الصوت الشديد لشدة أهوالها.
وقيل: القارعة اسم للشدة.
قال القرطبي: تقول العرب: قرعتهم القارعة وفقرتهم الفاقرة، إذا وقع بهم أمر فظيع.
قال ابن أحمر: قال ابن أحمر:
* وقارعة من الأيام لولا * سبيلهم لزاحت عندك حينا * وقال تعالى: * (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) *، وهي الشديدة من شدائد الدهر.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»