أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٣٨١
لهم خير لانفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) * وقوله تعالى: * (قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمان مدا) * وقوله تعالى: * (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) * وقوله تعالى: * (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضرآء والسرآء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) *. وقوله تعالى * (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون) * والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وقرأ هذا الحرف أبو عمرو وجده من السبعة وأملي لهم بضم الهمزة وكسر اللام بعدها ياء مفتوحة بصيغة الماضي المبني للمفعول والفاعل المحذوف فيه الوجهان المذكوران آنفا في فاعل، وأملي لهم على قراءة الجمهور بالبناء للفاعل.
وقد ذكرنا قريبا ما يشهد لكل منهما من القرآن كقوله تعالى في إملاء الشيطان لهم * (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) * وقوله في إملاء الله لهم: * (وأملى لهم إن كيدى متين) * كما تقدم قريبا، والإشارة في قوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الا مر) * راجعة إلى قوله تعالى، * (الشيطان سول لهم وأملى لهم) *.
أي ذلك التسويل والإملاء المفضي إلى الكفر بسبب أنهم * (قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الا مر) *.
وظاهر الآية يدل على أن بعض الأمر الذي قالوا لهم سنطيعكم فيه مما نزل الله وكرهه أولئك المطاعون.
والآية الكريمة تدل على أن كل من أطاع من كره ما نزل الله في معاونته له على كراهته ومؤازرته له على ذلك الباطل، أنه كافر بالله بدليل قوله تعالى فيمن كان كذلك * (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) *.
وقد قدمنا ما يوضح ذلك من القرآن في سورة شورى في الكلام على قوله
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»