أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٢٦
وبينا هناك وجه الجمع بين قوله تعالى: * (ولا يكتمون الله حديثا) * مع قوله * (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) *. قوله تعالى: * (ولاكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة ص في الكلام على قوله تعالى: * (ذالك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) *. قوله تعالى: * (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) *. قد بينا معناه مع شواهده العربية في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: * (ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون) *. قوله تعالى: * (وقيضنا لهم قرنآء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) *. لعلماء التفسير في تفسير قوله: * (وقيضنا) * عبارات يرجع بعضها، في المعنى إلى بعض.
كقول بعضهم: * (وقيضنا لهم قرنآء) * أي جئناهم بهم: وأتحناهم لهم.
وكقوله بعضهم: * (وقيضنا) * أي هيأنا.
وقول بعضهم: * (وقيضنا) * أي سلطنا.
وقول بعضهم: أي بعثنا ووكلنا.
وقول بعضهم: * (وقيضنا) * أي سببنا.
وقول بعضهم: قدرنا ونحو ذلك من العبارات، فإن جميع تلك العبارات راجع إلى شيء واحد، وهو أن الله تبارك وتعالى هيأ للكافرين قرناء من الشياطين يضلونهم عن الهدى ويزينون لهم الكفر والمعاصي وقدرهم عليهم.
والقرناء: جمع قرين وهم قرناؤهم من الشياطين على التحقيق.
وقوله * (فزينوا لهم ما بين أيديهم) * أي من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة:
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»