أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٦٩
وممن ذهب إلى ذلك ابن حزم أعله بشئ أنبه عليه لئلا يغتر به: وهو أنه أعله بثلاثة أشياء.
أحدها: أنه منقطع؛ لأن أبا مجلز لم يسمع من أبي سعيد ولا من ابن عباس.
والثاني: لذكره أن ابن عباس رجع واعتقاد ابن حزم: أن ذلك باطل؛ لمخالفة سعيد بن جبير.
والثالث: أن حيان بن عبيد الله مجهول.
فأما قوله: إنه منقطع فغير مقبول؛ لأن أبا مجلز أدرك ابن عباس وسمع منه وأدرك أبا سعيد. ومتى ثبت ذلك لا تسمع دعوى عدم السماع إلا بثبت وأما مخالفة سعيد بن جبير فسنتكلم عليها في هذا الفصل إن شاء الله تعالى وأما قوله إن حيان بن عبيد الله مجهول فإن أراد مجهول العين فليس بصحيح بل هو رجل مشهور روى عنه حديث الصرف هذا محمد بن عبادة ومن جهته أخرجه الحاكم وذكره ابن حزم وإبراهيم بن الحجاج الشامي ومن جهته رواه ابن عدي ويونس بن محمد ومن جهته رواه البيهقي وهو حيان بن عبيد الله بن حيان بن بشر بن عدي بصري سمع أبا مجلز لاحق بن حميد والضحاك وعن أبيه وروى عن عطاء وابن بريدة روى عنه موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم وأبو داود وعبيد الله بن موسى عقد له البخاري وابن أبي حاتم ترجمة فذكر كل منهما بعض ما ذكرته وله ترجمة في كتاب ابن عدي أيضا كما أشرت إليه فزال عنه جهالة العين وإن أراد جهالة الحال فهو قد رواه من طريق إسحق بن راهويه.
فقال في إسناده: أخبرنا روح قال حدثنا حيان بن عبيد الله وكان رجل صدق فإن كانت هذه الشهادة له بالصدق من روح بن عبادة فروح محدث نشأ في الحديث عارف به مصنف متفق على الاحتجاج به بصري بلدي المشهود له فتقبل شهادته له وإن كان هذا القول من إسحاق بن راهويه فناهيك به ومن يثني عليه إسحاق. وقد ذكر ابن أبي حاتم حيان بن عبيد الله هذا.
وذكر جماعة من المشاهير ممن رووا عنه وممن روى عنهم وقال: إنه سأل أباه عنه فقال: صدوق ثم قال: وعن سليمان بن علي الربعي عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي قال سمعته يأمر بالصرف يعني ابن عباس وتحدث ذلك عنه ثم
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»