قال ابن العربي: وفي بعض الآثار: " ما من نعمة عظمت إلا والحمد لله أعظم منها ". انتهى.
قال * ع *: و (جعل) هاهنا بمعنى: " خلق "، ولا يجوز غير ذلك.
قال قتادة، والسدي، وجمهور من المفسرين: الظلمات الليل، والنور النهار.
وقالت فرقة: الظلمات الكفر، والنور الإيمان.
قال / * ع *: وهذا على جهة التشبيه صحيح، وعلى ما يفهمه عباد الأوثان غير جيد، لأنه إخراج لفظ بين في اللغة عن ظاهره الحقيقي إلى باطن لغير ضرورة، وهذا هو طريق اللغز الذي برئ القرآن منه، والنور أيضا هنا للجنس.
وقوله تعالى: (ثم) دالة على قبح فعل الذين كفروا، لأن المعنى: أن خلقه السماوات والأرض، وغيرها الموجبة لحمده، وتوحيده قد تقرر، وآياته قد سطعت، وإنعامه بذلك على العباد قد تبين، فكان الواجب عليهم إخلاص التوحيد له، ثم هم بعد هذا كله بربهم يعدلون، أي يسوون، ويمثلون، وعدل الشئ قرينه ومثيله.
و (الذين كفروا) في هذا الموضع كل من عبد شيئا سوى الله إلا أن السابق من حال النبي صلى الله عليه وسلم أن الإشارة إلى عبدة الأوثان من العرب، لمجاورتهم له، ولفظ الآية أيضا يشير إلى المانوية العابدين للنور، القائلين: إن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلام.
وقوله تعالى: (هو الذي خلقكم من طين) فالمعنى: خلق آدم من طين.
وقوله سبحانه: (ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) اختلف في هذين الأجلين، فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره: (أجلا) أجل الإنسان من لدن ولادته إلى موته،