تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٨
عباس وغيره.
وقوله: (والله أعلم بما كانوا يكتمون): أي: من الكفر، والرؤية هنا تحتمل أن تكون قلبية، وأن تكون بصرية، و (في الإثم)، أي: موجبات الإثم، واللام في:
(لبئس): لام قسم.
وقوله تعالى: (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار): تحضيض في ضمنه توبيخ لهم، قال الفخر: والمعنى: هلا ينهاهم. انتهى.
قال الطبري: كان العلماء يقولون: ما في القرآن آية هي أشد توبيخا للعلماء من هذه الآية، ولا أخوف عليهم منها.
وقال الضحاك بن مزاحم: ما في القرآن آية أخوف عندي منها، أنا لا ننهى، وقال نحو هذا ابن عباس.
وقوله سبحانه: (عن قولهم الإثم): ظاهره أن الإثم هنا يراد به الكفر، ويحتمل أن يراد سائر أقوالهم المنكرة في النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وقرأ ابن عباس: " بئس ما كانوا يصنعون "، بغير لام قسم.
(وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدون كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين (64)) وقوله سبحانه وتعالى: (وقالت اليهود يد الله...) إلى قوله: (لا يحب المفسدين): هذه الآية تعديد كبيرة في أقوالهم وكفرهم، أي: فمن يقول هذه العظيمة، فلا
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة