تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٦
المآب (14) * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد (15) الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16) الصابرين والصادقين والقانتين والمنافقين والمستغفرين بالأسحار (17)) وقوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات...) الآية: هذه الآية ابتداء وعظ لجميع الناس، وفي ضمن ذلك توبيخ، والشهوات ذميمة، واتباعها مرد، وطاعتها مهلكة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره "، فحسبك أن النار حفت بها، فمن واقعها، خلص إلى النار، قلت: وقد جاءت أحاديث / كثيرة في التزهيد في الدنيا، ذكرنا من صحيحها وحسنها في هذا المختصر جملة صالحة لا توجد في غيره من التفاسير، فعليك بتحصيله، فتطلع فيه على جواهر نفيسة، لا توجد مجموعة في غيره، كما هي بحمد الله حاصلة فيه، وكيف لا يكون هذا المختصر فائقا في الحسن، وأحاديثه بحمد الله مختارة، أكثرها من أصول الإسلام الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، فهذه أصول الإسلام، ثم من غيرها، كصحيح ابن حبان، وصحيح الحاكم، أعني: " المستدرك على الصحيحين "، وأبي عوانة، وابن خزيمة، والدارمي، والموطأ، وغيرها من المسانيد المشهورة بين أئمة الحديث، حسبما هو معلوم في علم الحديث، وقصدي من هذا نصح من اطلع على هذا الكتاب أن يعلم قدر ما أنعم الله به عليه، فإن التحدث بالنعم شكر، ولنرجع إلى ما قصدناه من نقل الأحاديث:
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة