العجاب في بيان الأسباب - ابن حجر العسقلاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
قلت وحاصله أن الضمير في قوله * (يعرفونه) * للنبي صلى الله عليه وسلم هو في آية الأنعام بعيد وأما في آية البقرة فمحتمل وقد جاء أن الضمير للبيت الحرام كذا قال مقاتل ابن سليمان إن اليهود منهم أبو ياسر بن أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد و سلام بن صوريا و كنانة بن أبي الحقيق ووهب بن يهوذا و أبو رافع قالوا للمسلمين لم تطوفون بالكعبة وهي حجارة مبنية فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون أن الطواف بالبيت حق وأنه هو القبلة وذلك مكتوب عندهم في التوراة و الإنجيل ولكنهم يكتمون ذلك فقال ابن صوريا ما كتمنا شيئا مما في كتابنا فأنزل الله * (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) * يعني البيت الحرام و أنه القبلة قلت وأخرج الطبري أن الضمير للبيت الحرام فقال يعني أن أحبار اليهود و علماء النصارى يعرفون أن البيت الحرام قبلة إبراهيم كما يعرفون أبناءهم ثم أسند من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله * (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) * عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم ومن طريق قتادة وعن الربيع بن أنس و عن السدي وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كلهم
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»