تنوير المقباس من تفسير ابن عباس - الفيروز آبادي - الصفحة ٥
* (فما ربحت تجارتهم) * لم يربحوا في تجارتهم بل خسروا * (وما كانوا مهتدين) * من الضلالة * (مثلهم) * مثل المنافقين مع محمد صلى الله عليه وسلم * (كمثل الذي استوقد نارا) * أوقد نارا في ظلمة لكي يأمن بها على أهله وماله ونفسه * (فلما أضاءت ما حوله) * استضاءت ورأى ما حوله وأمن بها على نفسه وأهله وماله طفئت ناره فكذلك المنافقون آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن فأمنوا به على أنفسهم وأموالهم وأهاليهم من السبي والقتل فلما ماتوا * (ذهب الله بنورهم) * بمنفعة إيمانهم * (وتركهم في ظلمات) * في شدائد القبر * (لا يبصرون) * الرخاء بعد ذلك ويقال مثلهم أي مثل اليهود مع محمد صلى الله عليه وسلم كمثل رجل أقام علما في هزيمة فاجتمع إليه مهزمون فقلبوا علمهم فذهبت منفعتهم وأمنهم به كذلك اليهود كانوا يستنصرون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن قبل خروجه فلما خرج كفروا به فذهب الله بنورهم برغبة إيمانهم ومنفعة إيمانهم لأنهم أرادوا أن يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام فلم يؤمنوا وتركهم في ظلمات في ضلالة اليهودية لا يبصرون الهدى * (صم) * يتصاممون * (بكم) * يتباكمون * (عمي) * يتعامون * (فهم لا يرجعون) * عن كفرهم وضلالتهم * (أو كصيب من السماء) * وهذا مثل آخر يقول مثل المنافقين واليهود مع القرآن كصيب كمطر نزل من السماء ليلا على قوم في مفازة * (فيه) * في الليل * (ظلمات ورعد وبرق) * وكذلك القرآن نزل من الله فيه ظلمات بيان الفتن ورعد زجر وتخويف وبرق بيان وتبصرة ووعدا * (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق) * من صوت الرعد * (حذر الموت) * مخافة البوائق والموت كذلك المنافقون واليهود كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق من بيان القرآن ووعده ووعيده حذر الموت مخافة ميل القلب إليه * (والله محيط بالكافرين) * والمنافقين أي عالم بهم وجامعهم في النار * (يكاد البرق) * النار * (يخطف أبصارهم) * يذهب بأبصار الكافرين كذلك البيان أراد أن يذهب بأبصار ضلالتهم * (كلما أضاء لهم) * البرق * (مشوا فيه) * في ضوء البرق * (وإذا أظلم عليهم قاموا) * بقوا في الظلمة كذلك المنافقون لما آمنوا مشوا فيما بين المؤمنين لأنهم تقبل إيمانهم فلما ماتوا بقوا في ظلمة القبر * (ولو شاء الله لذهب بسمعهم) * بالرعد * (وأبصارهم) * بالبرق كذلك لو شاء الله لذهب بسمع المنافقين واليهود بزجر ما في القرآن ووعيد ما فيه وابصارهم بالبيان * (إن الله على كل شيء) * من ذهاب السمع والبصر * (قدير يا أيها الناس) * يا أهل مكة ويقال هم اليهود * (اعبدوا ربكم) * وحدوا ربكم * (الذي خلقكم) * نسما من النطفة * (والذين من قبلكم) * وخلق الذين من قبلكم * (لعلكم تتقون) * لكي تتقوا السخطة والعذاب وتطيعوا الله * (الذي جعل لكم الأرض فراشا) * بساطا ومناما * (والسماء بناء) * سقفا مرفوعا * (وأنزل من السماء ماء) * مطرا * (فأخرج به) * فأنبت بالمطر * (من الثمرات) * من ألوان الثمرات * (رزقا لكم) * طعاما لكم ولسائر الخلق * (فلا تجعلوا لله أندادا) * فلا تقولوا لله أعدالا وأشكالا واشباها * (وأنتم تعلمون) * أني صانع هذه الأشياء ويقال وأنتم تعلمون في كتابكم أنه ليس له ولد ولا شبيه ولا ند * (وإن كنتم في ريب) * في شك * (مما نزلنا) * بما نزلنا جبريل * (على عبدنا) * محمد أنه يختلقه من تلقاء نفسه * (فأتوا بسورة من مثله) * فجيئوا بسورة من مثل سورة البقرة * (وادعوا شهداءكم) * واستعينوا بآلهتكم التي تعبدون * (من دون الله) * ويقال برؤسائكم * (إن كنتم صادقين) * في مقالتكم * (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) * وهذا مقدم ومؤخر يقول لن تفعلوا أي لن تقدروا أن تجيئوا بمثله فإن لم تفعلوا فإن لم تقدروا أن تجيئوا * (فاتقوا النار) * فاخشوا النار إن لم تؤمنوا * (التي وقودها الناس) * حطبها الكفار * (والحجارة) * حجارة الكبريت
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»