ومن السورة التي تذكر فيها البقرة وهي كلها مدنية ويقال مكية أيضا آياتها مائتان وثمانون وكلامها ثلاثة آلاف ومائة وحروفها خمس وعشرون ألفا وخمسمائة بسم الله الرحمن الرحيم وباسناده عن عبد الله بن المبارك قال حدثنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى * (ألم) * يقول ألف الله لام جبريل ميم محمد ويقال ألف آلاؤه لام لطفه ميم ملكه ويقال ألف ابتداء اسمه الله لام ابتداء اسمه لطيف ميم ابتداء اسمه مجيد ويقال أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به * (ذلك الكتاب) * أي هذا الكتاب الذي يقرؤه عليكم محمد صلى الله عليه وسلم * (لا ريب فيه) * لا شك فيه أنه من عندي فان آمنتم به هديتكم وإن لم تؤمنوا به عذبتكم ويقال ذلك الكتاب يعني اللوح المحفوظ ويقال ذلك الكتاب الذي وعدتك يوم الميثاق به أن أوحيه إليك ويقال ذلك الكتاب يعني التوراة أو الإنجيل لا ريب فيه لا شك فيه أن فيهما صفة محمد ونعته * (هدى للمتقين) * يعني القرآن بيان للمتقين الكفر والشرك والفواحش ويقال كرامة للمؤمنين ويقال رحمة للمتقين لأمة محمد صلى الله عليه وسلم * (الذين يؤمنون بالغيب) * بما غاب عنهم من الجنة والنار والصراط والميزان والبعث والحساب وغير ذلك ويقال الذين يؤمنون بالغيب بما أنزل من القرآن وبما لم ينزل ويقال الغيب هو الله * (ويقيمون الصلاة) * يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها * (ومما رزقناهم ينفقون) * ومما أعطيناهم من الأموال يتصدقون ويقال يؤدون زكاة أموالهم وهو أبو بكر الصديق وأصحابه * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) * من القرآن * (وما أنزل من قبلك) * على سائر الأنبياء من الكتب * (وبالآخرة هم يوقنون) * وبالبعث بعد الموت ونعيم الجنة هم يصدقون وهو عبد الله بن سلام وأصحابه
(٣)