الماء اهتزت وربت) * تفسيرا وقراءة في أوائل سورة الحج. * (إن الذى أحياها * فانظر إلى) *: يرد الأرواح إلى الأجساد، إنه على كل شيء قدير: لا يعجزه شيء تعلقت به إرادته.
* (إن الذين يلحدون فىءاياتنا لا يخفون علينا أفمن * يلقى * إن الذين يلحدون فىءاياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى فى النار خير أم من يأتى * إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد * ما يقال لك إلا ما قد قيل * من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم * ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته * أعجمى * ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءاعجمى وعربى قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون) *.
لما بين تعالى أن الدعاء إلى دين الله أعظم القربات، وأنه يحصل ذلك بذكر دلائل التوحيد والعدل والبعث، عاد إلى تهديد من ينازع في تلك الآيات ويجادل، فقال: * (إن الذين يلحدون فىءاياتنا) *، وتقدم الكلام على الإلحاد في قوله: * (وذروا * والذين * يلحدون فى أسمئه) *، وذكر تعالى أنهم لا يخفون عليه، وفي ذلك تهديد لهم. وقال قتادة: هنا الإلحاد: التكذيب، ومجاهد: المكاء والصفير واللغو. وقال ابن عباس: وضع الكلام غير موضعه. وقال أبو مالك: يميلون عن آياتنا. وقال السدي: يعاندون رسلنا فيما جاءوا فيه من البينات والآيات. ثم استفهم تقريرا: * (أفمن * يلقى * فى النار) *، بإلحاده في آياتنا، * (خير أم من يأتىءامنا) *، ولا اشتراك بين الإلقاء في النار والإتيان آمنا، لكنه، كما قلنا، استفهام تقرير، كما يقرر المناظر خصمه على وجهين، أحدهما فاسد يرجو أن يقع في الفاسد فيتضح جهله، ونبه بقوله: * (يلقى * فى النار) * على مستقر الأمر، وهو الجنة، وبقوله: * (من) * على خوف الكافر وطول وجله، وهذه الآية، قال ابن بحر: عامة في كل كافر ومؤمن. وقال مقاتل: نزلت في أبي جهل وعثمان بن عفان. وقيل: فيه وفي عمار بن ياسر. وقيل: فيه وفي عمر. وقيل: في أبي جهل وحمزة بن عبد المطلب. وقال الكلبي: وأبو جهل والرسول صلى الله عليه وسلم).
ولما تقدم ذكر الإلحاد، ناسب أن يتصل به من التقرير من اتصف به. ولم يكن التركيب: أم من يأتي آمنا يوم القيامة كمن يلقي في النار، كما قدم ما يشبهه في قوله: * (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) *، وكما جاء في سورة القتال: * (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله) *. * (اعملوا ما شئتم) *: وعيد وتهديد بصيغة الأمر، ولذا جاء * (إنه بما * تعلمون * بصير) * فيجازيكم بأعمالكم.
* (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) *: هم قريش ومن تابعهم من الكفار غيرهم، والذكر: القرآن هو بإجماع، وخبر إن اختلفوا فيه أمذكور هو أو محذوف؟ فقيل: مذكور، وهو قوله: * (أولئك ينادون من مكان بعيد) *، وهو قول أبي عمرو بن العلاء في حكاية جرت بينه وبين بلال بن أبي بردة. سئل بلال في مجلسه عن هذا فقال: لم أجد لها نفاذا، فقال له أبو عمرو: وإنه منك لقريب * (أولئك ينادون) *. وقال الحوفي: ويرد على هذا القول كثرة الفصل، وأنه ذكر هناك من تكون الإشارة إليهم، وهو قوله: * (والذين لا يؤمنون فىءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون) *. وقيل: محذوف، وخبر إن يحذف لفهم المعنى. وسأل عيسى بن عمر عمرو بن عبيد عن ذلك فقال عمرو: معناه في التفسير: إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به، وإنه لكتاب، فقال عيسى: أجدت يا أبا عثمان. وقال قوم: تقديره معاندون أو هالكون. وقال الكسائي: قد سد مسده ما تقدم من الكلام قبل إن، وهو قوله: * (أفمن * يلقى * فى النار) *. انتهى، كأنه يريد: دل عليه ما قبله، فيمكن أن يقدر يخلدون في النار. وقال الزمخشري: فإن قلت: بم اتصل قوله: * (إن الذين كفروا بالذكر) *؟ قلت