تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٠
1764 إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برىء مما تجرمون * وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم * حتى إذا جآء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن ومآ ءامن معه إلا قليل) *)) ) * ثنى الشيء ثنيا طواه، يقال: ثنى عطفه، وثنى صدره، وطوى كشحه. الحزب: جماعة من الناس يجتمعون على أمر يتعصبون فيه. رذل الرجل رذالة فهو رذل إذا كان سفلة لا خلاق له، ولا يبالي بما يقول ما يفعل. الإخبات: التواضع والتذلل، مأخوذ من الخبت وهو المطمئن من الأرض. وقيل: البراح القفر المستوي، ويقال: أخبت دخل في الخبت، مأنجد دخل نجدا وأنهم دخل تهامة، ثم توسع فيه فقيل: خبت ذكره خمد. ويتعدى أخبت بإلى وباللام، ويقال للشيء الدنيء: الخبيث. قال الشاعر:
* ينفع الطيب الخبيث من الرز * ق ولا ينفع الكثير الخبيث * لزم الشيء واظب عليه لا يفارقه، ومنه اللزام. زرى يزري حقر، وأزرى عليه عابه، وازدرى افتعل من زرى أي: احتقر. التنور مستوقد النار، ووزنه فعول عند أبي علي، وهو أعجمي وليس بمشتق. وقال ثعلب: وزنه تفعول من النور، وأصله تنوور فهمزت الواو ثم خففت، وشدد الحرف الذي قبله كما قال:
* رأيت عرابة اللوسي يسمو * إلى الغايات منقطع القرين * يريد عرابة الأوسي. وللمفسرين أقوال في التنور ستأتي إن شاء الله تعالى.
* (الر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * أن لا تعبدوا إلا الله * إننى لكم منه نذير وبشير * وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا) *: قال ابن عباس، والحسن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وجابر بن زيد: هذه السورة مكية كلها، وعن ابن عباس: مكية كلها إلا قوله: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك) * الآية.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»