تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٣
قوله تعالى: وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذا استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناه قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمم وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (160) وإذا قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئتكم سنزيد المحسنين (161) فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (162) قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما) عدد نعمه على بني إسرائيل، وجعلهم أسباطا ليكون أمر كل سبط معروفا من جهة رئيسهم، فيخف الأمر على موسى. وفي التنزيل " وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " وقد تقدم (1). وقوله: " اثنتي عشرة والسبط مذكر لأن بعده " أمما " فذهب التأنيث إلى الأمم. ولو قال: اثني عشر لتذكير السبط جاز، عن الفراء. وقيل: أراد بالأسباط القبائل والفرق، فلذلك أنث العدد. قال الشاعر:
وإن قريشا كلها عشر أبطن * وأنت برئ من قبائلها العشر فذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة، فلذلك أنثها. والبطن مذكر، كما أن الأسباط جمع مذكر. الزجاج: المعنى قطعناهم اثنتي عشرة فرقة. " أسباطا " بدل من اثنتي عشرة " أمما " نعت للأسباط. وروى المفضل عن عاصم " وقطعناهم " مخففا. " أسباطا " الأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهما السلام. والأسباط مأخوذ من السبط وهو شجر تعلفه الإبل. وقد مضى في البقرة (2) مستوفى. وروى معمر عن همام بن منبه

(1) راجع ج 6 ص 112.
(2) راجع ج 2 ص 140.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»