تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٣
مآلهم الأمن. وقيل: جواب " إما يأتينكم " ما دل عليه الكلام، أي فأطيعوهم " فمن اتقى وأصلح " والقول الأول قول الزجاج.
قوله تعالى: فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين (37) قوله تعالى: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآيته) المعنى أي ظلم أشنع من الافتراء على الله تعالى والتكذيب بآياته. ثم قال: (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) أي ما كتب لهم من رزق وعمر وعمل، عن ابن زيد. ابن جبير: من شقاء وسعادة.
ابن عباس: من خير وشر. الحسن وأبو صالح: من العذاب بقدر كفرهم. واختيار الطبري أن يكون المعنى: ما كتب لهم، أي ما قدر لهم من خير وشر ورزق وعمل وأجل، على ما تقدم عن ابن زيد وابن عباس وابن جبير. قال: ألا ترى أنه أتبع ذلك بقوله: (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم) يعني رسل ملك الموت. وقيل: " الكتاب " هنا القرآن، لأن عذاب الكفار مذكور فيه. وقيل: " الكتاب " اللوح المحفوظ. ذكر الحسن بن علي الحلواني قال:
أملى علي علي بن المديني قال: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن القدر فقال لي: كل شئ بقدر، والطاعة والمعصية بقدر، وقد أعظم الفرية من قال: إن المعاصي ليست بقدر.
قال علي وقال لي عبد الرحمن بن مهدي: العلم والقدر والكتاب سواء. ثم عرضت كلام عبد الرحمن بن مهدي على يحيى بن سعيد فقال: لم يبق بعد هذا قليل ولا كثير. وروى يحيى بن معين حدثنا مروان الفزاري حدثنا إسماعيل بن سميع عن بكير الطويل عن مجاهد عن ابن عباس " أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب " قال: قوم يعملون أعمالا لابد لهم من أن يعملوها.
و " حتى " ليست غاية، بل هي ابتداء خبر عنهم. قال الخليل وسيبويه: حتى وإما وألا
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»