تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ١٦١
* (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطآئفين والعاكفين والركع السجود (125) وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا ءامنا وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)) * 125 - * (مثابة) * مجمعا يجتمعون عليه في النسكين، أو مرجعا، ثابت العلة: رجعت. أي يرجعون إليه مرة بعد أخرى، أو يرجعون إليه في كلا النسكين من حل إلى حرم. * (وأمنا) * لأهله في الجاهلية، أو للجاني من إقامة الحد عليه فيه. * (مقام إبراهيم) * عرفة ومزدلفة والجمار، أو الحرم كله، أو الحج كله. أو الحجر الذي في المسجد على الأصح. * (مصلى) * مدعى يدعى فيه، أو الصلاة المعروفة وهو أظهر * (وعهدنا) * أمرنا، أو أوحينا.
* (طهرا بيتي) * من الأصنام، أو الكفار، أو الأنجاس، أمرا ببنائه مطهرا، أو يطهرا مكانه. * (للطائفين) * الغرباء الذين يأتونه من غربة، أو الذين يطوفون به.
* (والعاكفين) * أهل البلد الحرام، أو المصلون، أو المعتكفون، أو مجاورو البيت بغير طواف ولا اعتكاف ولا صلاة. * (والركع السجود) * المصلون.
126 - * (من آمن) * إخبار من الله - تعالى -، أو من دعاء إبراهيم، ولم تزل مكة حرما آمنا من الجبابرة والخوف والزلازل، فسأل إبراهيم أن يجعله آمنا من الجدب والقحط، وأن يرزق أهله من الثمرات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ' إن الله حرم مكة يوم خلق الله السماوات والأرض '، أو كانت حلالا قبل دعوة
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»