تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٤٩٢
يرى والعوج في العود وما يرى. * (فكثركم) * بالغنى بعد الفقر، أو بالقوة بعد الضعف، أو بطول الأعمار بعد قصرها، أو كثرة عددهم لأن مدين بن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - تزوج ريثا بنت لوط فولدت آل مدين منها.
* (قال الملآ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين ءامنوا معك من قريتنآ أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين (88) قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيهآ إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنآ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (89)) * 89 - * (نعود فيها) * حكاية عن أتباع شعيب الذين كانوا قبل اتباعه على الكفر، أو قاله تنزلا لو كان عليها لم يعد إليها، إأو يطلق لفظ العود على منشىء الفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله * (فيها) * في القرية، أو ملة الكفر عند الجمهور. * (إلا أن يشاء الله) * علق العود على المشيئة تبعيدا كقوله: * (حتى يلج الجمل) * [40]، أو لو شاء الله - تعالى - عبادة الوثن كانت طاعة لأنه شاءها كتعظيم الحجر الأسود. * (افتح) * اكشف؛ أو احكم، وأهل عمان يسمون الحاكم، ' الفاتح ' و ' الفتاح ' ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: ' كنت لا أدري ما معنى قوله: * (ربنا افتح) * حتى سمعت بنت ذي يزن تقول: تعال أفاتحك، تعني أقاضيك. وسمي بذلك، لأنه يفتح باب العلم المنغلق على غيره، وحكم الله - تعالى - لا يكون إلا بالحق، فقوله بالحق أخرجه مخرج الصفة / لا أنه طلبه، أو طلب أن يكشف الله - تعالى - لمخالفة أنه على الحق، أو طلب الحكم في الدنيا بنصر المحق /.
* (وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون (90) فأخذتهم
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»