تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٧
أدعوكم إلى عبادته.
فأرسلوه ثانية فقالوا: بين لنا جنس معبودك فنزلت هذه السورة فأرسلوه بأن لنا ثلاثمائة وستين صنما لا تقوم بحوائجنا فكيف يقوم إلاه واحد بحوائج الخلق كلهم فنزلت * (والصافات) * إلى * (إن إلهكم لواحد) * [1 - 4] أي في حوائجكم كلها فأرسلوه رابعة بأن يبين لنا أفعال ربه فنزلت * (إن ربكم الله) * [الأعراف:
54] و * (الله الذي خلقكم) * [الروم: 40] الآيتان.
1 - * (أحد) * الأحد المنفرد بصفاته فلا شبه له ولا مثل تقديره الأحد فحذفت الألف واللام أوليس بنكرة وإنما هو بيان وترجمة قال المبرد: الأحد والواحد سواء أو الأحد الذي لا يدخل في العدد والواحد يدخل في العدد لأنك تقول للواحد ثانيا أو الأحد يستوعب جنسه والواحد لا يستوعبه لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر فالأحد أبلغ من الواحد وسميت سورة الإخلاص لأن قراءتها خلاص من عذاب الله [أو] لأن فيها إخلاص الله تعالى من شريك وولد أو لأنها خالصة لله تعالى ليس فيها أمر ولا نهي.
2 - * (الصمد) * المصمت الذي لا جوف له أو الذي لا يأكل ولا يشرب أو الباقي الذي لا يفنى أو الدائم الذي لم يزل ولا يزال أو الذي لم يلد ولم يولد أو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم.
* ألا بكر الناعي بخير بني أسد * بعمرو بن مسعود [وبالسيد) * الصمد * أو السيد الذي انتهى سؤدده أو الكامل الذي لا عيب فيه أو المقصود إليه
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»