تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٣ - الصفحة ٢٨
* (والذي أوحينآ إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير (31) ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير (32).
32 - * (أورثنا الكتاب) * القرآن. ومعنى الإرث انتقال الحكم إليهم، أو إرث الكتاب هو الإيمان بالكتب السالفة لأن حقيقية الإرث الانتقال من قوم إلى آخرين * (الذين اصطفينا) * الأنبياء. فيكون قوله * (فمنهم ظالم) * كلاما مستأنفا لا يرجع إلى المصطفين أو الذين اصطفينا أمة محمد [صلى الله عليه وسلم]. والظالم لنفسه أهل الصغائر. قال عمر رضي الله - تعالى - عنه: وظالمنا مغفور له [155 - ب] /، أو أهل الكبائر وأصحاب المشأمة، أو المنافقون، أو أهل الكتاب، أو الجاحد * (مقتصد) * متوسط في الطاعات قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ' أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا وأما الظالم فيحبس طول الحبس ثم يتجاوز الله - تعالى - عنه '، أو أصحاب اليمين، أو أهل الصغائر، أو متبعو سنة الرسول [صلى الله عليه وسلم] بعده ' ح ' * (سابق بالخيرات) * المقربون، أو أهل المنزلة العليا في الطاعة، أو من كان في عهد الرسول [صلى الله عليه وسلم] فشهد له بالجنة وسأل
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»