تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٣
71 - * (يصلح لكم أعمالكم) * بالقبول، أو بالتوفيق لها. * (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين و المؤمنات وكان الله غفورا رحيما) * 72 - * (الأمانة) * ما أمروا به ونهوا عنه، أو الفرائض والأحكام الواجبة على العباد ' ع ' أو ائتمان النساء والرجال على الفروج، أو الأمانة التي يأتمن الناس بعضهم بعضا عليها، أو ما أودعه في هذه المخلوقات من الدلائل على الربوبية / [141 / ب] أن يظهروها فأظهروها إلا الإنسان فإنه كتمها وجحدها، وعرضها إظهار ما يجب من حفظها وعظم المأثم في تضييعها، أو عورضت بالسماوات والأرض والجبال فكانت أثقل منها لتغليظ حكمها فلم تستقل بها وضعفت عن حملها، أو عرض الله - تعالى - حملها ليكون الدخول فيها بعد العلم بها فعرضها الله - تعالى - على السماوات والأرض والجبال ' ع '، أو على أهل السماوات وأهل الأرض وأهل الجبال من الملائكة ' ح ' * (فأبين أن يحملنها) * حذرا * (وأشفقن منها) * تقصيرا، أو أبين حملها عجزا وأشفقن منها خوفا * (وحملها الإنسان) * الجنس، أو آدم عليه الصلاة والسلام ثم انتقلت إلى ولده ' ح ' لما عرضت عليهن قلن وما فيها قيل إن أحسنت جوزيت وإن أسأت عوقبت قالت لا، فلما خلق آدم عليه الصلاة والسلام عرضها عليه فقال وما هي قال إن أحسنت أجرتك وأن أسأت عذبتك قال فقد حملتها يا رب. فما كان بين أن حملها إلى أن خرج من الجنة إلا كما بين الظهر والعصر * (ظلوما) * لنفسه * (جهولا) * بربه ' ح '، أو ظلوما في خطيئته جهولا
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 » »»