إذا لأنك إذا قلت: آتيك إذا طلعت الشمس، كان المعنى آتيك وقت طلوع الشمس، والوقت يصح الأخبار عنه، بدليل أنك تقول: طاب الوقت، وأقول هذا العذر ضعيف، لأن " إذا " ليس معناه الوقت فقط، بل معناه الوقت حال ما تجعله ظرفا لشيء آخر، والوقت حال ما جعل ظرفا لحادث آخر فإنه لا يمكن الأخبار عنه البتة، فإن قالوا لما كان أحد أجزاء ماهيته إسما وجب كونه اسما، فنقول: هذا باطل، لأنه إن كفى هذا القدر في كونه اسما وجب أن يكون الفعل اسما، لأن الفعل أحد أجزاء ماهيته المصدر، وهو اسم، ولما كان هذا باطلا فكذا ما قالوه.
المسألة الرابعة: في تقرير النوع الثاني من تقسيم الكلمة أن تقول: الكلمة إما أن يكون معناها مستقلا بالمعلومية أو لا يكون، والثاني: هو الحرف، أما الأول: فإما أن يدل ذلك اللفظ على الزمان المعين لمعناه، وهو الفعل، أو لا يدل وهو الاسم، وفي هذا القسم سؤالات نذكرها في حد الاسم والفعل. تعريف الاسم:
المسألة الخامسة في تعريف الاسم: الناس ذكروا فيه وجوها، التعريف الأول: أن الاسم هو الذي يصح الأخبار عن معناه، واعلم أن صحة الأخبار عن ماهية الشيء حكم يحصل له بعد تمام ماهيته فيكون هذا التعريف من باب الرسوم لا من باب الحدود، والأشكال عليه من وجهين: الأول: أن الفعل والحرف يصح الأخبار عنهما، والثاني: أن " إذا وكيف وأين " لا يصح الأخبار عنها وقد سبق تقرير هذين السؤالين.
التعريف الثاني: أن الاسم هو الذي يصح أن يأتي فاعلا أو مفعولا أو مضافا، واعلم أن حاصله يرجع إلى أن الاسم هو الذي يصح الأخبار عنه.
والتعريف الثالث: أن الاسم كلمة تستحق الإعراب في أول الوضع، وهذا أيضا رسم، لأن صحة الإعراب حالة طارئة على الاسم بعد تمام الماهية، وقولنا في أول الوضع احتراز عن شيئين: أحدهما: المبنيات، فإنها لا تقبل الإعراب بسبب مناسبة بينها وبين الحروف، ولولا هذه المناسبة لقبلت الإعراب، والثاني: أن المضارع معرب لكن لا لذاته بل بسبب كونه مشابها للاسم، وهذا التعريف أيضا ضعيف.
التعريف الرابع: قال الزمخشري في " المفصل ": الاسم ما دل على معنى في نفسه دلالة مجردة عن الاقتران. واعلم أن هذا التعريف مختل من وجوه: الأول: أنه قال في تعريف الكلمة أنها اللفظ الدال على معنى مفرد بالوضع، ثم ذكر فيما كتب من حواشي " المفصل " أنه إنما وجب