المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٦٦
الأحقاف 15 قال فما عبد عثمان ان بعث إليها لترد والمعنى إن جعلتم للرحمن ولدا وكان ذلك في قولكم فأنا أول الآنفين المنكرين لذلك وقرأ الجمهور (ولد) بفتح الواو واللام وقرا ابن مسعود وابن وثاب وطلحة والأعمش (ولد) بضم الواو وسكون اللام وقرا أبو عبد الرحمن (فأنا أول العابدين) وهي على هذا المعنى قال أبو حاتم العبد بكسر الياء الشديد الغضب وقال أبو عبيدة معناه أول الجاحدين والعرب تقول عبدني حقي أي جحدني قوله عز وجل سورة الزخرف 82 - 85 لما قال تعالى * (فأنا أول العابدين) * الزخرف 81 نزه الرب تعالى عن هذه المقالة التي قالوها و * (سبحان) * تنزيه وخص * (السماوات والأرض) * و * (العرش) * لأنها عظم المخلوقات وقوله تعالى * (فذرهم يخوضوا) * مهادنة ما وترك وهي مما نسخت بآية السيف وقرا الجمهور (يلاقوا) وقرأ أبو جعفر وابن محيصن (حتى يلقوا) وقال جمهور اليوم الذي توعدهم به هو القيامة وقال عكرمة وغيره هو يوم بدر وقوله تعالى * (وهو الذي في السماء إله) * الآية آية حكم بعظمته وإخبار بألوهيته أي هو النافذ أمره وقرأ عمر بن الخطاب وجابر بن زيد وأبو شيخ والحكم بن أبي العاصي وبلال بن أبي بردة وابن مسعود ويحيى بن يعمر وأبي بن كعب وابن السميفع (وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله) و * (الحكيم) * المحكم * (وتبارك) * تفاعل من البركة أي تزيدت بركاته و * (السماوات والأرض وما بينهما) * حصر لجميع الموجودات المحسوسات و * (علم الساعة) * معناه علم تحديد قيامها والوقف على تعيينه وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه والا فنحن عندنا علم الساعة أي إنها واقعة وإنها ذات أهوال وبصفات ما والمصدر في قوله * (علم الساعة) * مضاف إلى المفعول وقرأ أكثر القراء (وإليه يرجعون) بالياء من تحت وقرا نافع بن عمرو (ترجعون) بالتاء من فوق مضمومة
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»