المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٨
المركوب والضمير في * (ظهوره) * عائد على النوع الذي وقعت عليه " ما " وقد بينت آية ما يقال عند ركوب الفلك وهو " باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم " هود 41 وإنما هذه خاصة فيما يركب من الحيوان ويقال (-) عند النزول منها اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين والسنة للراكب إذا ركب ان يقول الحمد لله على نعمة الإسلام أو على النعمة بمحمد صلى الله عليه وسلم أو على النعمة في كل حال وقد روي هذا اللفظ عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول * (سبحان الذي) * الآية وركب أبو مجلز لاحق بن حميد وقال (سبحان الله) الآية ولم يذكر نعمة وسمعه الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال ما هكذا أمرتم قال أبو مجلز فقلت له كيف أقول قال قل الحمد لله الذي هدانا للإسلام أو نحو هذا ثم تقول بعد ذلك * (سبحان الذي) * الآية وكان طاوس إذا ركب قال اللهم هذا من منك وفضلك ثم يقول * (سبحان الذي) * الآية وإن قدرنا ان ذكر النعمة هو بالقلب والتذكير بدأ الراكب ب * (سبحان الذي سخر) * وهو يرى نعمة الله في ذلك وفي سواه والمقرن الغالب الضابط المستولي على الأمر المطيق له وروي ان بعض الأعراب ركب جملا فقيل له " سبحان الذي سخر لنا وهذا ما كنا له مقرنين " فقال اما والله إني لمقرن تياه فضرب به الجمل فوقصه فقتله وقوله * (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) * امر بالإقرار بالبعث وترداد القول به وذلك داعية إلى استشعار النظر فيه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الإنسان إذا ركب ولم يقل هذه الآية جاءه الشيطان فقال تغنه فإن كان يحسن غنى وإلا قال له تمنه فيتمنى الأباطيل ويقطع زمنه بذلك قوله عز وجل سورة الزخرف 15 - 19 الضمير في * (جعلوا) * لكفار قريش والعرب والضمير في * (له) * لله تعالى والجزء القطع من الشيء وهو بعض الكل فكأنهم جعلوا جزءا من عباده نصيبا له وحظا وذلك في قول كثير من المتأولين قول العرب الملائكة بنات الله وقال بعض أهل اللغة الجزء الإناث يقال أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى ومنه قول الشاعر (إن أجزأت يوما فلا عجب * قد تجزىء المرأة المذكار أحيانا) البسيط وقد قيل في هذا البيت إنه بيت موضوع وقال قتادة المراد بالجزء الأصنام وفرعون وغيره ممن عبد
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»