المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٣
وابنه محمد (ولو يقول) بالياء وضم القاف وهذه القراءة معرضة بما صرحت به قراءة الجمهور ويبين التعريض قوله * (علينا بعض الأقاويل) * وقوله تعالى * (لأخذنا منه باليمين) * اختلف في معناه فقال ابن عباس * (باليمين) * بالقوة ومعناه لنلنا منه عقابه بقوة منا أو يكون المعنى لنزعنا قوته وقال آخرون هي عبارة عن الهوان كما يقال لمن يسجن أو يقام لعقوبة قد أخذ بيده وبيمينه و * (الوتين) * نياط القلب قاله ابن عباس وهو عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر ومنه قول الشماخ (إذا بلغتني وحملت رحلي * عرادة فاشرقي بدم الوتين) الوافر فمعنى الآية لأذهبنا حياته معجلا والحاجز المانع وجمع * (حاجزين) * على معنى * (أحد) * لأنه يقع على الجميع ونحوه قوله عليه السلام (ولم تحل الغنائم لأحد سوى الرؤوس قبلكم) والضمير في قوله تعالى * (وإنه لتذكرة) * عائد على القرآن وقيل على محمد صلى الله عليه وسلم وفي قوله تعالى * (وإنا لنعلم أن منكم مكذبين) * وعيد وكونه * (لحسرة على الكافرين) * هو من حيث كفروا ويرون من آمن به ينعم وهم يعذبون وقوله تعالى * (لحق اليقين) * ذهب الكوفيون إلى أنها إضافة الشيء إلى نفسه كدار الآخرة ومسجد الجامع وذهب البصريون والحذاق إلى أن الحق مضاف إلى الأبلغ من وجوهه وقال المبرد إنما هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين ثم أمر تعالى نبيه بالتسبيح باسمه العظيم وفي ضمن ذلك الاستمرار على رسالته والمضي لأدائها وإبلاغها وروي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية (اجعلوها في ركوعكم) واستحب التزام ذلك جماعة من العلماء وكره مالك لزوم ذلك لئلا يعد واجبا فرضا
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»