المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٠
أرضكم بسحره) فأشاروا عليه بتأخير أمره وأمر أخيه وجمع السحرة لمقاومته وروي أنهم أشاروا بسجنه وهو كان الإرجاء عندهم والإرجاء التأخير ولم يشيروا بقتله لأن حجته نيرة وضلالتهم في ربوبية فرعون مبينة فخشوا الفتنة وطمعوا أن يغلب بحجة تقنع العوام والحاشر الجامع وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم بكل سحار وهو بناء المبالغة وقرأ عاصم أيضا والأعمش بكل ساحر.
قوله عز وجل سورة الشعراء 3844 اليوم هو يوم الزينة وقيل كان يوم كسر خليج النيل فهو كان يوم الزينة على وجه الدهر بمصر وقال ابن زيد إن هذا الجمع كان بالإسكندرية وقوله * (لعلنا نتبع السحرة) * ليس معناه نتبعهم في السحر إنما أراد نتبعهم في نصرة ديننا وملتنا والإبطال على معارضتنا وقرأ الأعرج وأبو عمرو أين لنا على الاستفهام وقرأ عيسى نعم بكسر العين والتقريب الذي وعدهم به فرعون هو الجاه الزائد على العطاء الذي طلبوه والقرب من الملك الذي كان عندهم إلههم واختلف الناس في عدد السحرة وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم وكانوا مجموعين من مدائن مصر ريف النيل وهي كانت بلاد السحر الفرماء وأنصناء وغير ذلك ومعظمهم كان من الفرماء والحبال والعصي كانت أوقار إبل وقولهم * (بعزة فرعون) * يحتمل وجهين أحدهما القسم كأنهم أقسموا بعزة فرعون كما تقول بالله إني لأفعل كذا وكذا فكان قسمهم * (بعزة فرعون) * غير مبرور والآخر أن يكون على جهة التعظيم لفرعون إذ كانوا يعبدونه والتبرك باسمه كما تقول ابتدأت بعمل شغل * (بسم الله) * " وعلى بركة الله " ونحو هذا.
قوله عز وجل سورة الشعراء 4551 تقدم في غير هذه السورة ما ذكر الناس في عظم الحية حين ألقى موسى عصاه وفي هذه الآيات متروك كثير يدل عليه الظاهر وقد ذكر في مواضع أخر وهي خوف موسى من ظهور سحرهم واسترهابهم للناس وتخييلهم في حبالهم وعصيهم أنها تسعى بقصد ثم إن الحية التي خلق الله في العصا التقمت تلك
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»