المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ١٩٨
والبيت في قصيدة نونية سجينا وقالت فرقة " سجيل " لفظة أصلها غير عربية عربت أصلها سنج وكل.
وقيل غير هذا في أصل اللفظ.
ومعنى هذا للفظ ماء وطين.
هذا قول ابن عباس ومجاهد وابن جبير وعكرمة والسدي وغيرهم وذهبت هذه الفرقة إلى أن الحجارة التي رموا بها كانت كالآجر المطبوخ كانت من طين قد تحجر نص عليه الحسن.
قال القاضي أبو محمد وهذا قول يشبه.
وهو الصواب الذي عليه الجمهور.
وقالت فرقة معنى " سجيل " حجر مخلوط بطين أي حجر وطين.
قال القاضي أبو محمد ويمكن أن يرد هذا إلى الذي قبله لأن الآجر وما جرى مجراه يمكن ان يقال فيه حجر وطين لأنه قد اخذ من كل واحد منهما بحظه.
هي طين من حيث هو أصلها.
وحجر من حيث صلبت.
و " منضود " معناه بعضه فوق بعض.
أي تتابع وهي صفة ل " سجيل " وقال الربيع بن أنس نضده إنه في السماء منضود معد بعضه فوق بعض.
و * (مسومة) * معناه معلمة بعلامة فقال عكرمة وقتادة إنه كان فيها بياض وحمرة ويحكى أنه كان في كل حجر اسم صاحبه وهذه اللفظة هي من سوم إذا اعلم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر سوموا فقد سومت الملائكة.
ويحتمل أن تكون * (مسومة) * ها هنا بمعنى مرسلة وسومها من الهبوط.
وقوله " وما هي " إشارة إلى الحجارة.
و * (الظالمين) * قيل يعني قريشا.
وقيل يريد عموم كل من اتصف بالظلم وهذا هو الأصح لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون في أمتي خسف ومسخ وقذف الحجارة) وقد ورد أيضا حديث إن هذه الأمة بمنجاة من ذلك.
وقيل يعني ب * (هي) * المدن ويكون المعنى الإعلام بأن هذه البلاد قريبة من مكة والأول أبين وروي أن هذه البلاد كانت بين المدينة والشام وحكى الطبري في تسمية هذه المدن صيعة وصعدة وعمزة ودوما وسدوم وهي القرية العظمى.
قوله عز وجل سورة هود 84 - 86 التقدير " وإلى مدين أرسلنا " أخاهم شعيبا " واختلف في لفظة " مدين " فقيل هي بقعة فالتقدير على هذا وإلى أهل مدين كما قال " واسأل القرية " وقيل كان هذا القطر في
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»