المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ٥٤٥
وقرأ ابن عامر وحده من السبعة أنهم لا يعجزون بفتح الألف من أنهم ووجهه أن يقدر بمعنى لأنهم لا يعجزون أي لا تحسبن عليهم النجاة لأنهم لا ينجون وقرأ الجمهور يعجزون بسكون العين وقرأ بعض الناس فيما ذكر أبو حاتم يعجزون بفتح العين وشد الجيم وقرأ ابن محيصن يعجزون بكسر النون ومنحاها يعجزوني بإلحاق الضمير قال الزجاج الاختيار فتح النون ويجوز كسرها على المعنى أنهم لا يعجزونني وتحذف النون الأولى لاجتماع النونين كما قال الشاعر (تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فليني) الوافر قال القاضي أبو محمد البيت لعمرو بن معد يكرب وقال أبو الحسن الأخفش في قول متمم بن نويرة (ولقد علمت ولا محالة أنني * للحادثات فهل تريني أجزع) الكامل هذا يجوز على الاضطرار فقال قوم حذف النون الأولى وحذفها لا يجوز لأنها موضع الإعراب وقال أبو العباس المبرد أرى فيما كان مثل هذا حذف الثانية وهكذا كان يقول في بيت عمرو بن معديكرب وفي مصحف عبد الله ولا يحسب الذين كفروا أنهم سبقوا أنهم لا يعجزون قال أبو عمرو الداني بالياء من تحت وبغير نون في يحسب قال القاضي أبو محمد وذكرها الطبري بنون قوله عز وجل سورة الأنفال 60 61 المخاطبة في هذه الآية لجميع المؤمنين والضمير في قوله * (لهم) * عائد على على الذين ينبذ إليهم العهد أو على الذين لا يعجزون على تأويل من تأول ذلك في الدنيا ويحتمل أن يعيده على جميع الكفار المأمور بحربهم في ذلك الوقت ثم استمرت الآية في الأمة عامة إذ الأمر قد توجه بحرب جميع الكفار وقال عكرمة مولى ابن عباس القوة ذكور الخيل والرباط إناثها وهذا قول ضعيف وقالت فرقة القوة الرمي واحتجت بحديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي) ثلاثا وقال السدي القوة السلاح وذهب الطبري إلى عموم اللفظة وذكر عن مجاهد أنه رئي يتجهز وعنده جوالق فقال هذا من القوة قال القاضي أبو محمد وهذا هو الصواب و * (الخيل) * والمركوب في الجملة والمحمول عليه من الحيوان والسلاح كله والملابس الباهية والآلات والنفقات كلها داخلة في القوة وأمر المسلمون بإعداد ما
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»