بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا سورة الأنعام قيل هي كلها مكية وقال ابن عباس نزلت بمكة ليلا جملة إلا ست آيات وهي * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * وقوله * (وما قدروا الله حق قدره) * وقوله تعالى * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي) * وقوله " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم " وقوله * (والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك) * وقوله " والذين آتيناهم الكتاب يعرفونه " وقال الكلبي الأنعام كلها مكية إلا آيتين نزلتا بالمدينة في فنحاص اليهودي وهي * (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى) * مع ما يرتبط بهذه الآية وذلك أن فنحاصا قال ما أنزل الله على بشر من شيء وقال ابن عباس نزلت سورة الأنعام وحولها سبعون ألف ملك لهم زجل يجارون بالتسبيح وقال كعب فاتحة التوراة فاتحة الأنعام * (الحمد لله) * إلى * (يعدلون) * وخاتمة التوراة خاتمة هود " وما ربك بغافل عما تعملون " وقيل خاتمتها * (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له) * إلى * (تكبيرا) * وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأنعام من نجائب القرآن وقال علي بن أبي طالب من قرأ سورة الأنعام فقد انتهى في رضى ربه قوله عز وجل سورة الأنعام 1 2 هذا تصريح بأن الله تعالى هو الذي يستحق الحمد بأجمعه لأن الألف واللام في * (الحمد) * لاستغراق الجنس فهو تعالى له الأوصاف السنية والعلم والقدرة والإحاطة والأنعام فهو أهل للمحامد على ضروبها وله الحمد الذي يستغرق الشكر المختص بأنه على النعم ولما ورد هذا الإخبار تبعه ذكر بعض أوصافه الموجبة للحمد وهي الخلق للسماوات والأرض قوام الناس وأرزاقهم * (والأرض ) * هاهنا للجنس فإفرادها في اللفظ بمنزلة جمعها والبادي من هذا الترتيب أن السماء خلقت من قبل الأرض وقد حكاه الطبري عن قتادة وليس كذلك لأن الواو لا ترتب المعاني والذي ينبني من مجموع آي القرآن أن الله تعالى خلق الأرض ولم يدحها ثم استوى إلى السماء فخلقها ثم دحا الأرض بعد ذلك و * (جعل) * هاهنا بمعنى خلق لا
(٢٦٥)