المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١٣٠
وفي قوله تعالى * (إلى حين) * فائدة لآدم عليه السلام ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها وهي لغير آدم دالة على المعاد وروي أن آدم نزل على جبل من جبال سرنديب وأن حواء نزلت بجدة وأن الحية نزلت بأصبهان وقيل بميسان وأن إبليس نزل على الأبلة سورة البقرة 37 - 39 المعنى فقال الكلمات فتاب الله عليه عند ذلك و * (آدم) * رفع ب تلقى و * (كلمات) * نصب بها والتلقي من آدم هو الإقبال عليها والقبول لها والفهم وحكى مكي قولا أنه ألهمها فانتفع بها وقرأ ابن كثير آدم بالنصب من ربه كلمات بالرفع فالتلقي من الكلمات هو نيل آدم بسببها رحمة الله وتوبته واختلف المتأولون في الكلمات فقال الحسن بن أبي الحسن هي قوله تعالى * (ربنا ظلمنا أنفسنا) * الآية الأعراف 23 وقال مجاهد هي أن آدم أنه قال سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم وقال ابن عباس هي أن آدم أنه قال أي رب ألم تخلقني بيدك أنه قال بلى أنه قال أي رب ألم تنفخ في من روحك أنه قال بلى أنه قال أي رب ألم تسكني جنتك أنه قال بلى قال أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة أنه قال نعم قال عبيد بن عمير إن آدم أنه قال أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته أنه قال بل شيء كتبته عليك قال أي رب كما كتبته علي فاغفر لي وقال قتادة الكلمات هي أن آدم أنه قال أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت أنه قال إذا أدخلك الجنة وقالت طائفة إن المراد بالكلمات ندمه واستغفار وحزنه رسول الله فتشفع بذلك فهي الكلمات وقالت طائفة إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»