وقال أيضا وقيل نزلت الآية حين صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت و * (واسع) * معناه متسع الرحمة عليهم أين يضعها وقيل * (واسع) * معناه هنا أنه يوسع على عباده في الحكم دينه يسر * (عليم) * بالنيات التي هي ملاك العمل وإن اختلفت ظواهره في قبلة وما أشبهها سورة البقرة 116 - 118 قرأ هذه الآية عامة القراء وقالوا بواو تربط الجملة بالجملة أو تعطف على * (سعى) * البقرة 114 وقرأ ابن عامر وغيره قالوا بغير واو وقال أبو علي وكذلك هي في مصاحف أهل الشام وحذف منه الواو يتجه من وجهين أحدهما أن هذه الجملة مرتبطة في المعنى بالتي قبلها فذلك يغني عن الواو والآخر أن تستأنف هذه الجملة ولا يراعى ارتباطها بما تقدم واختلف على من يعود الضمير في * (قالوا) * فقيل على النصارى لإنهم قالوا المسيح ابن الله قال القاضي أبو محمد وذكرهم أشبه بسياق الآية وقيل على اليهود لأنهم قالوا عزير ابن الله وقيل على كفرة العرب لأنهم قالوا الملائكة بنات الله و * (سبحانه) * مصدر معناه تنزيها له وتبرئة مما قالوا و " ما " رفع بالابتداء والخبر في المجرور أو في الاستقرار المقدر أي كل ذلك له ملك والذي * (قالوا اتخذ الله ولدا) * داخل في جملة * (ما في السماوات والأرض) * ولا يكون الولد إلا من جنس الوالد لا من المخلوقات المملوكات والقنوت في اللغة الطاعة والقنوت طول القيام في عبادة ومنه القنوت في الصلاة فمعنى الآية أن المخلوقات كلها تقنت لله أي تخضع وتطيع والكفار والجمادات قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وفيهم وقيل الكافر يسجد ظله وهو كاره و * (بديع) * مصروف من مبدع كبصير من مبصر ومثله قول عمرو بن معد يكرب (أمن ريحانة الداعي السميع *) الوافر يريد المسمع والمبدع المخترع المنشىء ومنه أصحاب البدع ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة رمضان نعمت البدعة هذه وخص * (السماوات والأرض) * بالذكر لأنها أعظم ما نرى من مخلوقاته جل وعلا و * (قضى) * معناه قدر وقد يجيء بمعنى أمضى ويتجه في هذه الآية المعنيان فعلى مذهب أهل السنة قدر في الأزل
(٢٠١)