المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١٤٠
وقال الطبري رحمه الله ويقتضي هذا أن من أمره ظالم بقتل أحد فقتله المأمور فهو المأخوذ به وآل الرجل قرابته وشيعته وأتباعه ومنه قول أراكة الثقفي (فلا تبك ميتا بعد ميت أجنه * علي وعباس وآل أبي بكر) الطويل يعني المؤمنين الذين قبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأشهر في * (ال) * أن يضاف إلى الأسماء لا إلى البقاع والبلاد وقد يقال آل مكة وآل المدينة وفرعون اسم لكل من ملك من العمالقة مصر وفرعون موسى قيل اسمه مصعب بن الريان وقال ابن إسحاق اسمه الوليد بن مصعب وروي أنه كان من أهل إصطخر ورد مصر فاتفق له فيها الملك وكان أصل كونه بني إسرائيل بمصر نزول إسرائيل بها زمن ابنه يوسف عليهما السلام و * (يسومونكم) * معناه يأخذونكم به ويلزمونكم إياه ومنه المساومة بالسلعة وسامه خطة خسف و * (يسومونكم) * إعرابه رفع على الاستئناف والجملة في موضع نصب على الحال أي سائمين لكم سوء العذاب ويجوز أن لا تقدر فيه الحال ويكون وصف حال ماضية و * (سوء العذاب) * أشده وأصعبه قال السدي كان يصرفهم في الأعمال القذرة ويذبح الأبناء ويستحيي النساء وقال غيره صرفهم على الأعمال الحرث والزراعة والبناء وغير ذلك وكان قومه جندا ملوكا وقرأ الجمهور يذبحون بشد الباء المكسورة على المبالغة وقرأ ابن محيصن يذبحون بالتخفيف والأول أرجح إذ الذبح متكرر كان فرعون على ما روي قد رأى في منامه نارا خرجت من بيت المقدس فأحرقت بيوت مصر فأولت له رؤياه أن مولودا من بني إسرائيل ينشأ فيخرب ملك فرعون على يديه وقال ابن إسحاق وابن عباس وغيرهما إن الكهنة والمنجمين قالوا لفرعون قد أظلك زمن مولود من بني إسرائيل يخرب ملكك وقال ابن عباس أيضا إن فرعون وقومه تذاكروا وعد الله لإبراهيم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا فأمر عند ذلك بذبح الذكور من المولودين في بني إسرائيل ووكل بكل عشر نساء رجلا يحفظ من يحمل منهن وقيل وكل بذلك القوابل وقالت طائفة معنى * (يذبحون أبناءكم) * يذبحون الرجال ويسمون أبناء لما كانوا كذلك واستدل هذا القائل بقوله تعالى * (نساءكم) * قال القاضي أبو محمد رحمه الله والصحيح من التأويل أن الأبناء هم الأطفال الذكور والنساء هم الأطفال الإناث وعبر عنهن باسم النساء بالمآل وليذكرهن بالاسم الذي في وقته يستخدمن ويمتهن
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»