أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣٥
الآية الثانية قوله تعالى (* (فساهم فكان من المدحضين) *) الآية 16 فيها أربع مسائل المسألة الأولى يونس عليه السلام رسول رب العالمين وهو يونس بن متى قال النبي لا تفضلوني على يونس بن متى ونسبه إلى أبيه أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله ابن يوسف الجويني أنه سئل هل الباري تعالى في جهة فقال لا وهو يتعالى عن ذلك قيل له ما الدليل عليه قال الدليل عليه قوله عليه السلام لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له ما وجه الدليل من هذا الخبر قال لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينه فقام رجلان فقالا هي علينا فقال لا يتبع بها اثنين لأنه يشق عليه فقال واحد هي علي فقال إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت وصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ولم يكن محمد بأقرب من الله من يونس حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به وصعد حتى انتهى به إلى موضع يسمع منه صرير الأقلام وناجاه ربه بما ناجاه وأوحى إلى عبده ما أوحى بأقرب من الله من يونس بن متى في بطن الحوت وظلمة البحر قصدت قبره مرارا لا أحصيها بقرية جلجون في مسيري من المسجد الأقصى إلى
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»