أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ١٢٤
سورة الأحقاف فيها ثلاث آيات الآية الأولى قوله تعالى (* (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) *) الآية 4 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى في مساق الآية وهي أشرف آية في القرآن فإنها استوفت أدلة الشرع عقليها وسمعيها لقوله تعالى (* (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات) *) فهذه بيان لأدلة العقل المتعلقة بالتوحيد وحدوث العالم وانفراد الباري سبحانه بالقدرة والعلم والوجود والخلق ثم قال (* (ائتوني بكتاب من قبل هذا) *) على ما تقولون وهذه بيان لأدلة السمع فإن مدرك الحق إنما يكون بدليل العقل أو بدليل الشرع حسبما بيناه من مراتب الأدلة في كتب الأصول ثم قال (* (أو أثارة من علم) *) يعني أو علم يؤثر أو يروى وينقل وإن لم يكن مكتوبا فإن المنقول عن الحفظ مثل المنقول عن الكتب المسألة الثانية قال قوم إن قوله (* (أو أثارة من علم) *) يعني بذلك علم الخط وهو الضرب في التراب لمعرفة الكوائن في المستقبل أو فيما مضى مما غاب عن الضارب وأسندوا ذلك عن ابن عباس إلى النبي ولم يصح
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»