سورة الفرقان فيها إحدى عشرة آية الآية الأولى قوله تعالى (* (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) *) الآية 7 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى عير المشركون رسول الله بأكله الطعام لأنهم أرادوا أن يكون الرسول ملكا وعيروه بالمشي في السوق فأجابهم الله بقوله (* (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) *) الفرقان 2 فلا ترتب بذلك ولا تغتم به فإنها شكاة ظاهر عنك عارها وحجة قاهر لك خارها وهذا إنما أوقعهم فيه عنادهم لأنه لما ظهرت عليهم المعجزة ووضحت في صدقه الدلالة لم يقنعهم ذلك حتى سألوه آيات أخر سواها وألف آية كآية عند المكذب بها وأوقعهم أيضا في ذلك جهلهم حين رأوا الأكاسرة والقياصرة والملوك الجبابرة يترفعون عن الأسواق أنكروا على محمد ذلك واعتقدوه ملكا يتصرف بالقهر والجبر وجهلوا أنه نبي يعمل بمقتضى النهي والأمر وذلك أنهم كانوا يرونه في سوق عكاظ ومجنة العامة وكان أيضا يدخل الخلصة بمكة فلما أمرهم ونهاهم قالوا هذا ملك يطلب أن يتملك علينا فما له يخالف سيرة الملوك في دخول الأسواق وإنما كان يدخلها لحاجته أو لتذكرة الخلق بأمر الله ودعوته ويعرض نفسه على القبائل في مجتمعهم لعل الله أن يرجع إلى الحق بهم
(٤٣٣)