أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٨
المسألة الثالثة مما ضل فيه جهال الأمم أنهم وضعوا صومهم في زمان واحد وكان وضع الشريعة الحنيفية السمحة أن يكون بالأهلة حتى يخف تارة ويثقل أخرى حتى يعم الابتلاء الجهتين جميعا فيختلف الحال فيه على الواحد والنفس كثيرا ما تسكن إلى ذلك أو يختلف فيه الحال على الجماعة والأمة لذلك المعنى أيضا المسألة الرابعة قوله تعالى (* (في كتاب الله) *)) يريد قوله أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فكتب ما يكون إلى أن تقوم الساعة فعلم الله ما يكون في الأزل ثم كتبه ثم خلقه كما علم وكتب فانتظم العلم والكتاب والخلق المسألة الخامسة قوله تعالى (* (يوم خلق السماوات والأرض) *)) متعلق بالمصدر وهو قوله (* (كتاب الله) *) كما أن حرف الجر من قوله في كتاب الله وهو في لا يتعلق بقوله عدة لأن الخبر قد حال بينهما ولكنه يتعلق بمحذوف صفة للخبر كأنه قال معدودة أو مؤداة أو مكتوبة في كتاب الله كقولك زيد في الدار وذلك مبين في ملجئة المتفقهين المسألة السادسة قوله تعالى (* (منها أربعة حرم) *)) وهي رجب الفرد وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وفي رواية ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وقوله (* (حرم) *) جمع حرام كأنه يوجد احترامها بما منع فيها من القتال وأوقع في قلوب الناس لها من التعظيم
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»