بالغفلة عن المال فإذا انتهى العبد إلى هذا المقام مهد له في قبوله مكانا ورزقه فيما يريده من الخير إمكانا وجعل له بين الحق والباطل والطاعة والمعصية فرقانا وهي المسألة الثانية في قسم العمل في هذه الآية والإشارة إليه أن يمتثل ما أمر ويجتنب كيف استطاع ما عنه نهي لقوله إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وقد قال ابن وهب سألت مالكا عن قوله (* (يجعل لكم فرقانا) *) قال مخرجا ثم قرأ (* (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) *) إلى (* (فهو حسبه) *) وقال ابن القاسم سألت مالكا عن قوله (* (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) *) قال يعني مخرجا وقال أشهب سألت مالكا عنها فذكر معنى ما تقدم وقال ابن إسحاق يجعل لكم فصلا بين الحق والباطل وهذه كلها أبواب العمل في القلوب والأبدان الآية التاسعة قوله تعالى (* (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) *) فيها مسألتان المسألة الأولى قد بينا أنها مكية وسبب نزولها والمراد بها ما روي أن قريشا اجتمعت في دار
(٣٩٥)