تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٩٤
الأنبياء (112 - 110)) الحج (2 - 1)) أي لا أدري متى يكون يوم القيامة لان الله تعالى لم يطلعني عليه ولكني اعلم بأنه كائن لا محالة ولا أدري متى يحل بكم العذاب ان لم تؤمنوا * (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون) * أي انه عالم بكل شئ يعلم ما تجاهرونني به من الطعن في الاسلام وما تكتمونه في صدوركم من الأحقاد للمسلمين وهو مجازيكم عليه * (وإن أدري لعله فتنة لكم) * وما أدري لعل تأخير العذاب عنكم في الدنيا امتحان لكم لينظر كيف تعملون * (ومتاع إلى حين) * وتمتيع لكم إلى الموت ليكون ذلك حجة عليكم * (قال رب احكم بالحق) * اقض بيننا وبين أهل مكة بالعدل أو بما يحق عليهم من العذاب ولا تحابهم وشدد عليهم كما قال واشدد وطأتك على مضر قال رب حفص على حكاية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رب احكم يزيد ربي احكم زيد عن يعقوب * (وربنا الرحمن) * العاطف على خلقه * (المستعان) * المطلوب منه المعونة * (على ما تصفون) * وعن ابن ذكوان بالياء كانوا يصفون الحال على خلاف ما جرت عليه وكانوا يطمعون أن تكون الشوكة لهم والغلبة فكذب الله ظنونهم وخيب امالهم ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وخذلهم أي الكفار وهو المستعان على ما يصفون سورة الحج مكية وهي ثمان وسبعون اية بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها الناس اتقوا ربكم) * امر بني آدم بالتقوى ثم علل وجوبها عليهم بذكر الساعة ووصفها بأهول صفة بقوله * (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) * لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ويتصورها بعقولهم حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم بامتثال ما أمرهم به ربهم من التردي بلباس التقوى الذي يؤمنهم من تلك الأفزاع والزلزلة شدة التحريك والإزعاج وإضافة الزلزلة إلى الساعة إضافة المصدر إلى فاعله كأنها هي التي تزلزل الأرض على المجاز الحكمي أو إلى الظرف لأنها تكون فيها كقوله بل مكر الليل والنهار ووقتها يكون يوم القيامة أو عند طلوع الشمس من مغربها ولا حجة فيها للمعتزلة في تسمية المعدوم شيئا فإن هذا اسم لها حال وجودها وانتصب * (يوم ترونها) * أي الزلزلة أو الساعة بقوله * (تذهل) * تغفل والذهول الغفلة * (كل مرضعة عما أرضعت) * عن
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»