تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٨٦
الأنبياء (74 - 69)) المعاقبات وهو الاحراق بالنار والا فرطتم في نصرتها والذي أشار باحراقه نمرود أو رجل من أكراد فارس وقيل أنهم حين هموا باحراقه حبسوه ثم بنوا بيتا بكوثى وجمعوا شهرا أصناف الخشب ثم اشتعلوا نارا عظيمة كادت الطير تحترق في الجو من وهجها ثم وضعوه في المنجنيق مقيدا مغلولا فرموا به فيها وهو يقول حسبي الله ونعم الوكيل وقال لله جبريل هل لك حاجة فقال أما إليك فلا قال فسل ربك قال حسبي من سؤالي علمه بحالي وما أحرقت النار الا وثاقه وعن ابن عباس انما نجا بقوله حسبي الله ونعم الوكل * (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما) * أي ذات برد وسلام فبولغ في ذلك كان ذاتها بردا ولام * (على إبراهيم) * أراد بردى فيسلم منك إبراهيم وعن ابن عباس رضي الله عنهما لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها والمعنى أن الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليها من الحر والاحراق وأبقاها على الإضاءة والاشراق كما كانت هو على كل شيء قدير * (وأرادوا به كيدا) * احراقا * (فجعلناهم الأخسرين) * فأرسل على نمرود وقومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم ودخلت بعوضة في دماغ نمرود فأهلكته * (ونجيناه) * أي إبراهيم * (ولوطا) * ابن أخيه هارن من العراق * (إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) * أي أرض الشام بركتها أن أكثر الأنبياء منها فانتشرت في العالمين آثارهم الدينية وهي أرض خصب يطيب فيها عيش الغني والفقير وقيل ما من ماء عذب في الأرض الا وينبع أصله من صخرة بيت المقدس روى أنه نزل بفلسطين ولوطا بالمؤتفكه بينهما مسيرة يوم وليلة وقال عليه السلام اناه ستكون هجرة بعد هجرة فخيار الناس لي منهاجر إبراهيم * (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) * قيل هو مصدر كالعافية من غير لفظ الفعل السابق أي وهبنا له هبة وقيل هي ولد الولد وقد سأل ولدا فاعطيه وأعطى يعقوب نافلة أي زيادة وفضلا من غير سؤال وهي حال من يعقوب * (وكلا) * أي إبراهيم واسحق ويعقوب وهو المفعول الأول لقوله * (جعلنا) * والثاني * (صالحين) * في الدين والنبوة * (وجعلناهم أئمة) * يقتدى بهم في الدين * (يهدون) * الناس * (بأمرنا) * بوحينا * (وأوحينا إليهم فعل الخيرات) * وهي جميع الأعمال الصالحة وأصله ان تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات ثم فعل الخيرات وكذا قوله * (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) * والأصل وإقامة الصلاة الا ان المضاف اليه جعل بدلا من الهاء * (وكانوا لنا عابدين) * لا للأصنام فأنتم يا معشر العرب أولاد إبراهيم فاتبعوه في ذلك * (ولوطا) * انتصب بفعل يفسره * (آتيناه حكما) * حكمة وهي ما يجب فعله من العمل
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»