تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٧
الأحزاب (39 - 37)) مالك ارابك منها شئ قال لا والله ما رأيت منها الاخيرا ولكنها تتعظم على لشرفها وتؤذينى فقال له امسك عليك زوجك * (واتق الله) * فلا تطلقها وهو نهى تنزيه إذ الأولى أن لا يطلق أو واتق الله فلا تذمها بالنسبة إلى الكبر وأدى الزوج * (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) * أي تخفى في نفسك نكاحها ان طلقها زيد وهو الذي ابداه الله وقيل الذي اخفى في نفسه تعلق قلبه بها ومودة مفارقة زيد إياها ولواو في وتخفى في نفسك * (وتخشى الناس) * أي قولة الناس أنه نكح امرأة ابنه * (والله أحق أن تخشاه) * واو الحال أي تقول لزيد امسك عليك زوجك مخفيا في نفسك إرادة أن لا يمسكها وتخفى خاشيا قالة الناس وتخشى الناس حقيقا في ذلك بأن تخشى الله وعن عائشة رضي الله عنها لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما أوحى إليه لكتم هذه الآية * (فلما قضى زيد منها وطرا) * الوطر الحاجة فإذا بلغ البالغ حاجته من شئ له فيه همة قيل قضى منه وطره والمعنى فلما لم يبق لزيد فيها حاجه وتقاصرت عنها همته وطلقها وانقضت عدتها * (زوجناكها) * روى أنها لما اعتدت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد ما أجد أحدا أوثق في نفسي منك اخطب على زينب قال زيد فانطلقت وقلت يا زينب أبشري ان رسول الله صى ل يخطبك ففرحت وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها وما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ذبح شاة واطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار * (لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا) * قيل قضاء الوطر أدراك الحاجة وبلوغ المراد منه * (وكان أمر الله) * الذي يريد أن يكونه * (مفعولا) * مكونا لا محالة وهو مثل لما أراد كونه من تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب * (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له) * أحل له وأمر له وهو نكاح زينب امرأة زيد أو قدر له من عدد النساء * (سنة الله) * اسم موضوع موضع المصدر كقولهم ترابا وجند لا مؤكد لقوله ما كان على النبي من حرج كأنه قيل سن الله ذلك سنة في الأنبياء الماضين وهو أن لا يحرج عليهم في الاقدام على ما أباح لهم ووسع عليهم في باب النكاح وغيره وقد كانت تحتهم المهائر والسراري وكانت لداود مائة امرأة وثلاثمائة سرية ولسليمان ثلاثمائة حرة وسبعمائة سرية * (في الذين خلوا من قبل) * في الأنبياء الذين مصوا من قبل * (وكان أمر الله قدرا مقدورا) * قضاء مقضيا وحكما مبتوتا ولا وقف عليه ان جعلت * (الذين يبلغون رسالات الله) * بدلا من الذين الأول وقف أن جعلته في محل الرفع أو النصب على المدح أي هم الذين يبلغون
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»