البقرة (124 _ 125)) برفع إبراهيم وهى قراءة ابن عباس رضي الله عنهما أي دعاه بكلمات من الدعاء فعل المختبر هل يجيبه إليهن أم لا * (فأتمهن) * أي قام بهن حق القيام وأداهن أحسن التأدية من غير تفريط وتوان ونحوه و إبراهيم الذي وفى ومعناه في قراءة أبى حنيفة رحمه الله فأعطاه ما طلبه لم ينقص منه شيئا والكلمات على هذا ما سأل إبراهيم ربه في قوله رب اجعل هذا بلدا آمنا واجعلنا مسلمين لك وابعث فيهم رسولا منهم ربنا تقبل منا والكلمات على القراءة المشهورة خمس في الرأس الفرق وقص الشارب والسواك والمضمضة والاستنشاق وخمس في الجسد الختان وتقليم الأظافار ونتف الأبط وحلق العانة والاستنجاء وعن ابن عباس رضي الله عنهما هي ثلاثون سهما من الشرائع عشر في براءة التائبون الآية وعشر في الأحزاب أن المسلمين والمسلمات الآية وعشر في المؤمنين والمعارج إلى قوله يحافظون وقيل هي مناسك الحج * (قال إني جاعلك للناس إماما) * هو اسم من يؤتم به أي يأتمون بك في دينهم * (قال ومن ذريتي) * أي واجعل من ذريتي إماما يقتدى به ذرية الرجل أولاده ذكورهم وإناثهم فيه سواء فعيلة من الذرئ أي الخلق فأبدلت الهمزة ياء * (قال لا ينال عهدي الظالمين) * بسكون الياء حمزة وحفص أي لا تصيب الإمامة أهل الظلم من ولدك أي أهل الكفر أخبر أن إمامة المسلمين لا تثبت لأهل الكفر و ان من أولاده المسلمين والكافرين قال الله تعالى * (وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه) * مبين والمحسن المؤمن والظالم الكافر قالت المعتزلة هذا دليل على أن الفاسق ليس بأهل للإمامة قالوا وكيف يجوز نصب الظالم للإمامة والإمام إنما هو لكف الظلمة فإذا نصب من كان ظالما في نفسه فقد جاء المثل السائر من استرعى الذئب ظلم ولكنا نقول المراد بالظالم الكافر هنا إذ هو الظالم المطلق وقيل أنه سأل أن يكون ولده نبيا كما كان هو فأخبر أن الظالم لا يكون نبيا * (وإذ جعلنا البيت) * أي الكعبة وهو اسم غالب لها كالنجم للثريا * (مثابة للناس) * مباءة ومرجعا للحجاج والعمار يتفرقون عنه ثم يثوبون إليه * (وأمنا) * وموضع أمن فان الجاني يأوى إليه فلا يتعرض له حتى يخرج وهو دليل لنا في المتجىء إلى الحرم * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * وقلنا اتخذوا منه موضع صلاة تصلون فيه وعنه عليه السلام أنه أخذ بيد عمر فقال هذا مقام إبراهيم فقال عمر أفلا نتخذه مصلى فقال عليه السلام لم أومر بذلك فلم تغب الشمس حتى نزلت وقيل مصلى مدعى ومقام إبراهيم الحجر الذي فيه أثر قدميه وقيل الحرم كله مقام إبراهيم واتخذوا شامي ونافع بلفظ الماضي عطفا على جعلنا أي واتخد الناس من مكان إبراهيم الذي وسم به لاهتمامه به وإسكان ذريته عنده قبله يصلون إليها * (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل) * أمرناهما * (أن طهرا بيتي) * بفتح الياء مدنى وحفص أي بأن طهرا أو أي طهرا والمعنى طهراه من الأوثان والخبائث والأنجاس كلها
(٦٩)