البقرة (117 _ 119)) لا يمتنع شيء منهم على تكوينه وتقديره والتنوين في كل عوض عن المضاف إليه أي كل ما في السماوات و الأرض أو كل من جعلوه لله ولدا له قانتون مطيعون عابدون مقرون بالربوبية منكرون لما أضافوا إليهم وجاء بما الذي لغير أولى العلم من قوله قانتون كقوله سبحان ما سخركن لنا * (بديع السماوات والأرض) * أي مخترعهما ومبدعهما لا على مثال سبق وكل من فعل ما لم يسبق إليه يقال له ابدعت ولهذا قيل لمن خالف السنة والجماعة مبتدع لأنه يأتي في دين الإسلام ما لم يسبقه إليه الصحابة والتابعون رضي الله عنهم * (وإذا قضى أمرا) * أي حكم أو قدر * (فإنما يقول له كن فيكون) * هو من كان التامة أي أحدث فيحدث وهذا مجاز عن سرعة التكوين وتمثيل ولا قول ثم و إنما المعنى أن ما قضاه من الأمور و أراد كونه فإنما يتكون ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف كما أن المأمور المطبع الذي يؤمر فيمتثل ولا يكون منه اباء وأكد بهذا استبعاد الولادة لأن من كان بهذه الصفة من القدر كانت صفاته مباينة لصفات الأجسام فانى يتصور التوالد ثم والوجه الرفع في فيكون وهو قراءة العامة على الاستئناف أي فهو يكون أو على العطف على يقول ونصبه ابن عامر على لفظ كن لأنه أمر وجواب الامر بالفاء نصب وقلنا أن كن ليس بأمر حقيقة إذ لا فرق بين أن يقال و إذا قضى امرا فإنما يكونه فيكون وبين أن يقال فإنما يقول له كن فيكون و إذا كان كذلك فلا معنى للنصب وهذا لأنه لو كان امرا فاما أن يخاطب به الموجود والموجود لا يخاطب بكن أو المعدوم والمعدوم لا يخاطب * (وقال الذين لا يعلمون) * من المشركين أو من أهل الكتاب ونفى عنهم العلم لأنهم لم يعملوا به * (لولا يكلمنا الله) * هلا يكلمنا كما يكلم الملائكة وكلم موسى استكبارا منهم وعتوا * (أو تأتينا آية) * جحود الآن يكون ما اتاهم من آيات الله واستهانة بها * (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم) * أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى * (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) * أي لقوم ينصفون فيوقنون أنها آيات يجب الاعتراف بها والاذعان لها والاكتفاء بها عن غيرها * (إنا أرسلناك بالحق بشيرا) * للمؤمنين بالثواب * (ونذيرا) * للكافرين بالعقاب * (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) * ولا نسألك عنهم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم وهو حال كنذير أو بشير أو بالحق أي وغير مسؤول أو مستأنف قراءة نافع ولا تسئل عن النهى ومعناه تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب كما تقول كيف فلان سائلا عن الواقع في بلية فيقال لك لا تسأل
(٦٧)