الفاتحة (2 - 4)) والمربى غذاء والغافر انتهاء وهو اسم الله الأعظم والعالم هو ما علم به الخالق من الأجسام والجواهر والأعراض أوكل موجود سوى الله تعالى سمى به لأنه علم على وجوده و إنما جمع بالواو والنون مع أنه يختص بصفات العقلاء أو ما في حكمها من الأعلام لما فيه من معنى الوصفية وهى الدلالة على معنى العلم * (الرحمن الرحيم) * ذكرهما قد مر وهو دليل على أن التسمية ليست من الفاتحة إذ لو كانت منها لما أعادهما لخلو الإعادة عن الإفادة * (مالك) * عاصم وعلى ملك غيرهما وهو الاختيار عند البعض لاستغنائه عن الإضافة ولقوله لمن الملك اليوم ولأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا و لأن امر الملك ينفذ على المالك دون عكسه وقيل المالك أكثر ثوابا لأنه أكثر حروفا وقرأ أبو حنيفة والحسن رضي الله عنهما ملك * (يوم الدين) * أي يوم الجزاء ويقال كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى وهذا إضافة اسم الفاعل إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم * يا سارق الليلة أهل الدار * اى مالك الأمر كله في يوم الدين والتخصيص بيوم الدين لأن الأمر فيه لله وحده و إنما ساغ وقوعه صفة للمعرفة مع أن إضافة اسم الفاعل إضافة غير حقيقية لأنه أريد به الاستمرار فكانت الإضافة حقيقة فساغ أن يكون صفة للمعرفة وهذه الأوصاف التي أجريت على الله سبحانه وتعالى من كونه ربا اى مالكا للعالمين ومنعما بالنعم كلها ومالكا للأمر كله يوم الثواب والعقاب بعد الدلالة على اختصاص الحمد به في قوله الحمد لله دليل على أن من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه بالحمد والثناء عليه * (إياك نعبد وإياك نستعين) * ايا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر والكاف حرف خطاب عند سيبويه ولا محل له من الاعراب وعند الخليل هو اسم مضمر أضيف إيا إليه لأنه يشبه المظهر لتقدمه على الفعل والفاعل وقال الكوفيون إياك بكمالها اسم وتقديم المفعول لقصد الاختصاص والمعنى نخصك بالعبادة وهى أقصى غاية الخضوع والتذلل ونخصك بطلب المعونة وعدل عن الغيبة إلى الخطاب للالتفات وهو قد يكون من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة ومن الغيبة إلى التكلم كقوله تعالى * (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة) * وقوله * (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه) * وقول امرئ القيس * تطاول ليلك بالأثمد * ونام الخلي ولم ترقد * وبات وباتت له ليلة * كليلة ذي العائر الأرمد * وذلك من نبإ جاءني * وخبرته عن أبي الأسود * فالتفت في الأبيات الثلاثة حيث لم يقل ليلى وبت وجاءك والعرب يستكثرون منه ويرون الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في القبول عند السامع وأحسن تطرية لنشاطه وأملأ لاستلذاذا إصغائه وقد تختص مواقعه بفوائد ولطائف قلما تتضح إلا
(٧)