تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣٤٢
الأنعام (114 _ 119)) ماعندهم وموافقته له بقوله * (والذين آتيناهم الكتاب) * أي عبد الله بن سلام وأصحابه * (يعلمون أنه منزل) * شامي وحفص * (من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين) * الشاكين فيه أيها السماع أو فلا تكونن من الممترين في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ولا يربك جحودا أكثرهم وكفرهم به * (وتمت كلمة ربك) * أي ما تكلم به كلمات ربك حجازي وشامى و أبو عمرو أي ثم كل ما أخبر به و أمر ونهى ووعد وأوعد * (صدقا) * في وعده ووعيده * (وعدلا) * في أمره ونهيه وانتصبا على التمييز أو على الحال * (لا مبدل لكلماته) * لا أحد يبدل شيئا من ذلك * (وهو السميع) * لإقرار من أقر * (العليم) * بإصرار من أصر أو السميع لما يقولون العليم بما يضمرون * (وإن تطع أكثر من في الأرض) * أي الكفار لأنهم الأكثرون * (يضلوك عن سبيل الله) * دينه * (إن يتبعون إلا الظن) * وهو ظنهم أن آباءهم كانوا على الحق فهم يقلدونهم * (وإن هم إلا يخرصون) * يكذبون في أن الله حرم عليهم كذا وأحل لهم كذا * (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * أي هو يعلم الكفار والمؤمنين من رفع بالابتداء ولفظها لفظ الاستفهام والخبر يضل وموضع الجملة نصب بيعلم المقدر لا بأعلم لأن أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب ويعمل الجر وقيل تقديره أعلم بمن يضل بدليل ظهور الباء بعده في المهتدين * (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين) * هو مسبب على انكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال وذلك أنهم كانوا يقولون للمسلمين انكم تزعمون أنكم تعبدون الله فما قتل الله أحق أن تأكلوا مما قتلتم أنتم فقيل للمسليمن إن كنتم متحققين بالإيمان فكلوا مما ذكر اسم الله عليه خاصة أي على ذبحه دون ما ذكر عليه اسم غيره من آلهتم أو مات حتف أنفه * (وما لكم ألا تأكلوا) * ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ولكم الخبر أي و أي غرض لكم في أن لا تأكلوا * (مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم) * بين لكم * (ما حرم عليكم) * مما لم يحرم بقوله * (حرمت عليكم الميتة) * فصل وحرم كوفي غير حفص وبفتحهما مدنى وحفص وبضمهما غيرهم * (إلا ما اضطررتم إليه) * مما حرم عليكم فإنه حلال لكم في حال الضرورة أي شدة المجاعة إلى أكله
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»