تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٩٢
آل عمران (172 _ 175)) من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهبهم ويريهم من نفسه وأصحابه قوة فندب النبي وأصحابه للخروج في طلب أبي سفيان فخرج يوم الأحد من المدينة مع سبعين رجلا حتى بلغوا حمراء الأسد وهى من المدينة على ثمانية أميال وكان بأصحابه القرح فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت * (للذين أحسنوا منهم واتقوا) * من للتبيين ومثلها في قوله وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلهم واتقوا لا بعضهم * (أجر عظيم) * في الآخرة * (الذين قال لهم الناس) * بدل من الذين استجابوا * (إن الناس قد جمعوا لكم) * روى أن أبا سفيان نادى عند انصرافه من أحد يا محمد موعدنا موسم بدر القابل فقال عليه السلام إن شاء الله فلما كان القابل خرج أبو سفيان في أهل مكة فألقى الله الرعب في قلبه فبداله أن يرجع فلقى نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا فقال يا نعيم انى واعدت محمدا أن نلتقى بموسم بدر وقد بدا لي أن أرجع فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم أتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم فوالله لا يفلت منكم أحد فقال عليه السلام والله لأخرجن ولو لم يخرج معي أحد فخرج في سبعين راكبا وهم يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل حتى وافوا بدرا وأقاموا بها ثمان ليال وكانت معهم تجارة فباعوها وأصابوا خيرا ثم انصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين ولم يكن قتال ورجع أبو سفيان إلى مكة فسمى أهل مكة جيشه جيش السويق وقالوا إنما خرجتم لتأكلوا السوق فالناس الأول نعيم وهو جمع أريد به الواحد أو كان له اتباع يثبطون مثل تثبيطه والثاني أبو سفيان وأصحابه * (فاخشوهم) * فخافوهم * (فزادهم) * أي المقول الذي هو أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم أو القول أو نعيم * (إيمانا) * بصيرة وإيقانا * (وقالوا حسبنا الله) * كافينا الله أي الذي يكفينا الله يقال أحسبه الشئ إذا كفاه وهو بمعنى المحسب بدليل أنك تقول هذا رجل حسبك فتصف به النكرة لأن اضافته غير حقيقة لكونه في معنى اسم الفاعل * (ونعم الوكيل) * ونعم الموكول إليه هو * (فانقلبوا بنعمة من الله) * وهى السلامة وحذر العدو منهم * (وفضل) * روهو الربح في التجارة فأصابوا بالدرهم درهمين * (لم يمسسهم سوء) * لم يلقوا ما يسوءهم من كيد عدو وهو حال من الضمير في انقلبوا وكذا بنعمة والتقدير فرجعوا من بدر منعمين بريئين من سوء * (واتبعوا رضوان الله) * بجزاءتهم وخروجهم إلى وجه العدو على أثر تثبيطه وهو معطوف على انقلبوا * (والله ذو فضل عظيم) * قد تفضل عليهم بالتوفيق فيما فعلوا * (إنما ذلكم الشيطان) * هو خبر ذلكم أي
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»