تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٥٠
آل عمران (30 _ 35)) * (ويحذركم الله نفسه) * ليكون على بال منهم لا يغفلون عنه * (والله رؤوف بالعباد) * ومن رأفته بهم أن حذرهم نفسه حتى لا يتعرضوا لسخطه ويجوز أن يريد أنه مع كونه محذورا لكمال قدرته مرجو لسعة رحمته كقوله تعالى إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ونزل حين قال اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) * محبة العبد لله إيثار طاعته على غير ذلك ومحبة الله العبد أن يرضى عنه ويحمد فعله وعن الحسن زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فمن ادعى محبته وخالف سنة رسوله فهو كذاب وكتاب الله يكذبه وقيل محبة الله معرفته ودوام خشيته ودوام اشتغال القلب به وبذكره ودوام الأنس به وقيل هي اتباع النبي عليه السلام في أقواله وأفعاله وأحواله إلا ما خص به وقيل علامة المحبة أن يكون دائم التفكير كثير الخلوة دائم الصمت لا يبصر إذا نظر ولا يسمع إذا نودي ولا يحزن إذا أصيب ولا يفرح إذا أصاب ولا يخشى أحدا ولا يرجوه * (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول) * قيل هي علامة المحبة * (فإن تولوا) * أعرضوا عن قبول الطاعة ويحتمل أن يكون مضارعا أي فان تتولوا * (فإن الله لا يحب الكافرين) * أي لا يحبهم * (إن الله اصطفى) * اختار * (آدم) * أبا البشر * (ونوحا) * شيخ المرسلين * (وآل إبراهيم) * إسماعيل وإسحق وأولادهما * (وآل عمران) * موسى وهارون هما ابنا عمران بن يصهر وقيل عيسى ومريم بنت عمران بن ماثان وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة * (على العالمين) * على عالمي زمانهم * (ذرية) * بدل من آل إبراهيم وآل عمران * (بعضها من بعض) * مبتدأ وخبره في موضع النصب صفة لذرية يعنى أن الآلين ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض موسى وهارون من عمران وعمران من يصهر ويصهر من قاهث وقاهث من لاوى ولاوى من يعقوب ويعقوب من إسحق وكذلك عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثار وهو يتصل بيهودا بن يعقوب بن إسحاق وقد دخل في آل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل بعضها من بعض في الدين * (والله سميع عليم) * يعلم من يصلح للاصطفاء أو سميع عليم لقول امرأة عمران ونيتها * (إذ قالت) * وإذ منصوب به أو باضمار اذكر * (امرأة عمران) * هي امرأة عمران بن ماثان أم مريم جدة عيسى وهى حنة بنت فاقوذا * (رب إني نذرت لك) * أوجبت * (ما في بطني محررا) * هو حال من ما وهى
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»