شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني - ج ٢ - الصفحة ١١
أحد، فقام علي فقال: أنا له. فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال: إنه عمرو بن عبد ود. قال: وأنا علي بن أبي طالب فألبسه درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعممه بعمامته السحاب على رأسه تسعة أكوار ثم قال له: تقدم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما ولى: اللهم احفظه من / 109 / ب / بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه. فجاء حتى وقف على عمرو فقال: من أنت؟ فقال عمرو: ما ظننت أني أقف موقفا أجهل فيه، أنا عمرو بن عبد ود؟ فمن أنت؟ قال:
أنا علي بن أبي طالب فقال: الغلام الذي كنت أراك في حجر أبي طالب؟ قال: نعم. قال: إن أباك كان لي صديقا وأنا أكره أن أقتلك.
فقال له علي: لكني لا أكره أن أقتلك، بلغني أنك تعلقت بأستار الكعبة وعاهدت الله عز وجل أن لا يخيرك رجل بين ثلاث خلال إلا اخترت منها خلة؟ قال: صدقوا. قال إما أن ترجع من حيث جئت. قال: لا تحدث بها قريش. قال: أو تدخل في ديننا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا. قال ولا هذه. فقال له علي فأنت فارس وأنا راجل فنزل عن فرسه وقال: ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام!!! ثم ضرب وجه فرسه فأدبرت، ثم أقبل إلى علي، وكان رجلا طويلا - يداوي دبر البعيرة وهو قائم - وكان علي في تراب دق (1) لا يثبت قدماه عليه، فجعل علي ينكص إلى ورائه يطلب جلدا من الأرض يثبت قدميه ويعلوه عمرو بالسيف وكان في درع عمرو قصر فلما تشاك بالضربة (2) تلقاها علي بالترس فلحق ذباب السيف في رأس علي، حتى قطعت تسعة أكوار حتى خط السيف في رأس علي، وتسيف (3) علي رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه فثارت

(1 - 2) كذا.
(3) من قوله: " حنى قطعت سبعة أكوار - إلى قوله: - في رأس علي) مأخوذ من النسخة اليمنية.
وغير موجود في النسخة الكرمانية، وتسيف رجليه. جزهما وقطعهما بالسيف.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 17 18 ... » »»