شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني - ج ١ - الصفحة ٦
أصلها المخطوط ببركة النسخة اليمنية والقرائن الخارجية ولكن ما أدرجنا جميع زوائد النسخة اليمنية في النسخة التي صححناها عليها مثل قوله: " جل وعلا " أو " عز اسمه " ونحوهما المذكور قبيل الآية المبحوث عنها، إذا كان في أصلنا الأول ما يغايره لفظا، ومثل جملة: " صلى الله عليه وآله وسلم " بعد ذكر اسم النبي فإنها كثيرة في، الأصل اليمني قليلة في الأصل كرماني.
ثم في الموارد التي أوردنا تلك الجملة أيضا ما أشرنا إلى أن هذه أي جملة:
" صلى الله عليه وآله وسلم " من الأصل اليمني لان ذلك ليس المقصود الأصلي وإنما هو أمر عرضي لا سيما مع القرائن القاطعة على كون هذه الجملة عن غير المعصوم وإنما أتى بها الراوي أو الكاتب من أجل استحباب تعقيب اسم النبي بهذه الجملة.
وأيضا قبل عنوان بعض الآيات لم تكن في الأصل الكرماني بعد ذكر جملة:
" ومنها قوله " لفظة " تعالى " أو " جل جلاله " أو " عز اسمه " وكان بعض تلك الألفاظ موجودة في الأصل اليمني فزدناها في النسخة المحققة بلا إشارة إلى أنها من الأصل اليمني وذلك لان تمهيد هده الأمور لم يكن هدفا أصليا وإنما أتي بها استحبابا أو تجويدا للكلام وكثيرا ما تتسبب العناية بالأمور الغير الأصيلة فوت الهدف الأصيل والمقاصد الأولية، فالمحصل أن كل زيادة من هذا القبيل توجد في الطبعة الثانية بلا نصب قرينة على تعيين مصدرها فهي من النسخة اليمنية.
وليعلم أنه مع بذل الجهد - بل التفادي - في تصحيح هذا الكتاب القيم والسفر العظيم ومع ذلك قد بقي فيه اختلال قليل لم يتيسر لنا حله من النسخة اليمنية أو القرائن الخارجية فعسى الله أن يمن علينا أو على غيرنا بأصل ثالث أصح من الأصل الكرماني واليمني (1) أو بقرائن منفصلة على إصلاح ما بقي من الاختلال القليل.

(١) وقد أطلعنا أخيرا عن مصدر موثوق أن نسخة من مخطوطة شواهد التنزيل موجودة في أوقاف السليمانية بالعراق فإن من الله علينا بالظفر بها فلعلها تكون كفيلة بإصلاح الاختلال القليل الباقي الذي لم يتيسر لنا تصحيحه إلى الان.
وأيضا ذكر بعضهم أن القاضي إسماعيل بن الحسين جغمان الخولاني المتوفي سنة:
" ١٢٥٦ " قد اختصر كتاب شواهد التنزيل كما في كتاب معجم المؤلفات القرآنية نقلا عن كتاب نيل الأوطار: ج ١، ص 271.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 9 10 11 12 13 ... » »»